كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 31)

المُلْك تِكِين بْن طمغاج [1] . وأتاه أعوانه بوالي قلعة اسمه يوسف الخُوارَزْمي، وقربوه إِلَى سريره مع غلامين، فأمر أن تُضرب له أربعة أوتاد وتُشدّ أطرافه إليها، فقال يوسف للسلطان: يا مخنث، مثلي يُقتل هَذِهِ القتلة [2] ؟ فغضب السلطان، فأخذ القوس والنشاب وقال: حُلّوه.
ورماه فأخطأه، ولم يكن يُخْطئ له سهم، فأسرع يوسف إليه إِلَى السرير [3] ، فنهض السلطان، فنزل فعثر وخرَّ على وجهه، فوصل يوسف، فبرك عليه وضَرَبه بسِكَينٍ كَانَتْ معه فِي خاصرته [4] ، ولحِق بعضُ الخَدَم يوسف فقتلوه، وحُمِل السلطان وهو مُثْقَل، وقضى نَحْبَه. وجلسوا لعزائه ببغداد فِي ثامن جُمَادَى الآخرة [5] ، وعاش أربعين سنة وشهرين. وعهد إلى ابنه ملك شاه، ودُفن بمرْو.
ونقل ابن الأثير [6] : أنّ أَهْل سَمَرْقَنْد لما بلغهم عبور السلطان النَّهر [7] تجمّعوا ودَعُوا اللَّه تعالى، وختموا ختمات، وسألوا اللَّه أن يكفيهم أمره، فاستجاب لهم.
وقيل إنه قال: لما كان أمس صعدتُ إِلَى تلّ، فرأيت جيوشي، فقلتُ في
__________
[1] بغية الطلب 36، وفي زبدة التواريخ 117: «شمس الملوك صاحب طمغاج» .
وهو: شمس الملك أبو الحسن نصر الأول بن إبراهيم (1068- 1080 م) . يذكره ابن الأثير وهو يتحدّث عن «ما وراء النهر وصاحبه شمس الملك تكين» (10/ 25) وفي موضع آخر:
«التكين صاحب سمرقند» (10/ 26) ، وفي مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي 196: «شمس الملك تكين بن طغماج صاحب سمرقند، بخارى وما وراء النهر» .
[2] بغية الطلب 36، وفي زبدة التواريخ 118: «يا مخنّث، هكذا تقتل الرجال» ؟.
[3] في بغية الطلب: «سدّة» ، وكذا في زبدة التواريخ.
[4] زاد الحسيني في (زبدة التواريخ 118) : «وكان سعد الدولة كوهرائين واقفا فجرحه يوسف عدّة جراحات، ولم يفتر، ولحق يوسف فرّاش أرمني ضربه بالمرزبة على رأسه فقتله، وتلاحقت الأتراك فقطّعوه بالسيوف» .
[5] في زبدة التواريخ 119 «وعاش السلطان بعد، ثلاثة أيام، وتوفي يوم السبت سلخ ربيع الأول سنة خمس وستين وأربع مائة، وكانت مدّة ملكه عشر سنين» .
وانظر: بغية الطلب 38، 39.
[6] في الكامل 10/ 73.
[7] زاد في (الكامل) : «وما فعل عسكره بتلك البلاد لا سيّما بخارى، اجتمعوا، وختموا» .

الصفحة 163