كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 31)

الرَّحْمَن السُّلَمّي وصحِبَه.
وكتب الخط المنسوبَ الفائق.
وبرع فِي عِلْم الفُروسية واستعمال السلاح، ودقق فِي ذلك وبالغ [1] .
وانتهت إليه رئاسة التّصوُّف فِي زمانه لِما أتاه اللَّه من الأهوال والمجاهدات، وتربية المُريدين وتذكيرهم، وعباراتهم العذْبة. فكان عديم النّظير في ذلك، طيّب النَّفس، لطيف الإشارة، غوّاصًا على المعاني [2] .
صنَّف كتاب «نحر [3] القلوب» ، وكتاب «لطائف الإشارات» [4] ، وكتاب «الجواهر» ، وكتاب «أحكام السماع» ، وكتاب «آداب الصُّوفيّة» [5] ، وكتاب «عيون الأجوبة فِي فنون الأَسْوِلة» ، وكتاب «المناجاة» ، وكتاب «المنتهى فِي نُكَت أُولي النُّهَى» ، وغير ذلك.
أنشدنا أبو الْحُسَيْن عليّ بْن مُحَمَّد، أَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد، أَنَا السِّلَفيّ، أَنَا القاضي حسن بْن نصر بْن مرهف بنهاوند: أنشدنا أبو القاسم القُشَيْريّ لنفسه:
البدرُ من وجهكَ مخلوقُ ... والسِّحْر من طَرْفِك مسروقُ.
يا سيّدًا يتمَّنَى حُبّهُ ... عَبْدُكَ من صَدِّكَ مرزوقُ [6]
سمع من: أَبِي الْحُسَيْن الخفاف، وأبي نُعَيْم الإسْفَراينيّ، وأبي بَكْر بْن عَبْدُوس الحِيريّ، وعبد اللَّه بْن يوسف الأصبهاني، وأبي نُعَيْم أَحْمَد بْن مُحَمَّد المهرجانيّ، وعلي بن أَحْمَد الأهوازي، وأبي عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، وأبي سَعِيد مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الإسماعيليّ، وابن باكوَيْه الشّيرازيّ بنَيْسابور.
ومن: أَبِي الْحُسَيْن بْن بشْران، وغيره.
__________
[1] تبيين كذب المفتري 273.
[2] تبين كذب المفتري 273، 274، وفيات الأعيان 3/ 206، طبقات الشافعية للسبكي 3/ 244، طبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 314.
[3] هكذا في الأصل بالراء، وهو «نحو القلوب» بالواو في: سير أعلام النبلاء 18/ 229، وغيره.
[4] طبع الدكتور إبراهيم بسيوني الأقسام الثلاثة الأولى منه.
[5] لم يذكره في (سير أعلام النبلاء) .
[6] سير أعلام النبلاء 18/ 232.

الصفحة 172