كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 31)

وليَ أَبُوهُ قضاء حلب فِي سنة سبْعٍ وأربعمائة. وكان مع أَبِيه، فتفقّه على أَبِيهِ فِي مذهب أَبِي حنيفة [1] . وتنقلت به الأحوال إِلَى أن تزوَّج قاضي القضاة أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن علي الدّامغانيّ بابنته، واستنابه فِي القضاء.
وكان حسن الخلق والخلق، متواضعا في ذوي الهيئات والأقدار [2] .
وُلد بسِمْنان فِي سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. وكان ثقة صدوقًا.
سمع: ابن أَبِي مُسْلم الفَرَضي، وإسماعيل الصَّرْصَريّ، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن الصلت المُجْبِر، وجماعة.
رَوَى عَنْهُ: أبو مَنْصُور القزّاز، ويحيى بْن الطراح، وأبو البدر الكرْخيّ.
قال الخطيب [3] : كتبتُ عَنْه، وكان صدوقًا.
قلتُ: تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى ببغداد، وشيَّعه أرباب الدّولة. ودُفن فِي داره، ثُمَّ نقل منها إِلَى تربةٍ بشارع المنصور، ثُمَّ نُقِل منها إِلَى تُربة بالخَيْزُرانيّة [4] . وكان يدري الكلام [5] .
166- إِبْرَاهِيم بن أحمد [6] بن تفاحة [7] الأزجيّ [8] .
__________
[ (-) ] قومس بين الدامغان وجوار الري، يقال لها: سمنان، وذكر والد صاحب هذه الترجمة.
(الأنساب 7/ 148 و 149) .
أما ياقوت، وابن الأثير فقالا بسكون الميم. ونسب ياقوت أباه إلى سمنان التي بالعراق.
[1] قال ابن الأثير: «وكان هو وأبوه من المغالين في مذهب الأشعري، ولأبيه فيه تصانيف كثيرة، وهذا مما يستطرف أن يكون حنفيّ أشعريّا» . (الكامل 10/ 93) (المنتظم) .
[2] الجواهر المضيّة 1/ 255.
[3] في تاريخه 4/ 382 وعبارته: «كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان صدوقا» .
[4] قال ابن الجوزي: «ودفن بداره بنهر القلّائين، وجلس قاضي القضاة للعزاء به، ثم نقل إلى الخيزرانية» . (المنتظم) ، وقال غيره: «ودفن في داره شهرا ... » . (الجواهر المضية 1/ 256) .
[5] في سير أعلام النبلاء 18/ 305: «وكان يدري العقليات» .
وقال ابن خيرون: كان ثقة، جيّد الأصول.
وسأل السلفي أبا غالب شجاع بن فارس الذهلي عنه فقال: سمعت منه كتاب «شفاء الصدور» للنقاش بتمامه، بقراءتي عليه، وشيئا من حديثه وفوائده. (الجواهر المضيّة 1/ 256) .
[6] انظر عن (إبراهيم بن أحمد) في: لسان الميزان 1/ 27، 28 رقم 38.
[7] في اللسان: «ساجد» !.
[8] الأزجي: بفتح الألف والزاي، وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى باب الأزج، وهي محلّة

الصفحة 193