كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 31)

وقد سمع منه أيضًا: محيي السُّنَّةَ البَغَويّ [1] .
وكان أبو المعالي إمام الحرمين يحط على الفورَانيّ، حتى قال في باب الأذان: والرجل غير موثوقٍ بنقْله.
ونَقَمَ العلماء ذلك على أبي المعالي ولم يصوّبوا كلامه [2] .
12- عبد الرحيم بن أحمد بن نصر بن إسحاق بن عمرو [3] .
__________
[1] تهذيب الأسماء 2/ 281، ولم يذكر محقّق «شرح السنة للبغوي» (الفوراني) بين شيوخ البغوي، في مقدّمة الكتاب من الجزء الأول.
[2] تهذيب الأسماء 2/ 281.
وقال ابن خلّكان: «سمعت بعض فضلاء المذهب يقول: إن إمام الحرمين كان يحضر حلقته وهو شاب يومئذ، وكان أبو القاسم لا ينصفه ولا يصغي إلى قوله لكونه شابا، فبقي في نفسه منه شيء، فمتى قال في «نهاية المطلب» : وقال بعض المصنّفين كذا، وغلط في ذلك، وشرع في الوقوع فيه، فمراده أبو القاسم الفوراني» . (وفيات الأعيان 3/ 132) .
وقال السبكي: «والّذي أقطع به أن الإمام لم يرد تضعيفه في النقل من قبل كذب، معاذ الله، وإنما الإمام كان رجلا مدقّقا يغلب بعقله على نقله، وكان الفوراني رجلا نقالا، فكان الإمام يشير إلى استضعاف تفقّهه، فعنده أنه ربّما أتي من سوء الفهم في بعض المسائل، هذا أقصى ما لعل الإمام يقوله.
وبالجملة ما الكلام في الفوراني بمقبول، وإنّما هو علم من أعلام هذا المذهب، وقد حمل عنه العلم جبال راسيات وأئمة ثقات. وقد كان من التفقّه أيضا بحيث ذكر في خطبة «الإبانة» أنه يبيّن الأصحّ من الأقوال والوجوه، وهو من أقدم المنتدبين لهذا الأمر» . (طبقات الشافعية الكبرى 5/ 110) .
وقد أثنى عبد الغافر الفارسيّ على الفوراني فقال: «الإمام بكورة مرو، أحد أئمّة أصحاب الشافعيّ، صاحب الفتوى والتصنيف الحسن الفايق بحسن الترتيب، من وجوه أصحاب الإمام أبي بكر القفّال، له التدريس والتلامذة، مبارك النفس.
قدم نيسابور سنة سبع وخمسين، وحضره الفقهاء والأئمة، وروى الحديث وخرّج» . (المنتخب من السياق 311) .
[3] انظر عن (عبد الرحيم بن أحمد بن نصر) في: التكملة لكتاب الصلة لابن الأبّار، رقم 1671، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 197 و 24/ 46، والمختصر من تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 85- 87 رقم 63، والمعين في طبقات المحدّثين 132 رقم 1463، والعبر 3/ 248، وتذكرة الحفاظ 3/ 1157- 1159، وسير أعلام النبلاء 18/ 257- 260 رقم 130، والإعلام بوفيات الأعلام 190، ومرآة الجنان 3/ 85، والنجوم الزاهرة 5/ 84، وطبقات الحفاظ 437، 438، وبغية الوعاة 1/ 539، ونفح الطيب 3/ 62- 64، وشذرات الذهب 3/ 309، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) 3/ 123 رقم 792، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 112 رقم 984.

الصفحة 47