كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 31)

المصريّ، وتركّ الأذان بحيِّ على خير العمل، فأعطاه السلطان ثلاثين ألف دينار وخِلْعًا، وقال: إذا فعل مُهَنّا أمير المدينة كذلك أعطيناه عشرين ألف دينار [1] .
[القحط في مصر]
وسببُ ذلك ذِلّة المصريين بالقحْط المُفْرِط، واشتغالهم بأنفسهم حتى أذل بعضهم بعضًا، وتشتتوا في البلاد، وكاد الخراب يستولي على سائر الإقليم، حتى أبيع الكلبُ بخمسة دنانير، والهِرّ بثلاثة دنانير. وبلغ الإِرْدبّ مائة دينار [2] .
وردَّتِ التجارُ ومعهم ثياب صاحب مصر وآلاته نُهبت وأبيعت من الجوع.
وقد كان فيها أشياء نُهبت من دار الخلافة ببغداد وقت القبض على الطائع للَّه ووقت فتنة البساسيري. وخرج من خزائنهم ثمانون ألف قطعة بِلَّور، وخمسة وسبعون ألف قطعة من الديباج القديم، وأحد عشر ألف كزاغند، وعشرون ألف سيف مُحلَّى، هكذا نقله ابن الأثير [3] .
قال صاحب «مرآة الزمان» [4]- والعُهده عليه-: خَرجت امرأة من القاهرة وبيدها مُدّ جوهر فقالت: مَن يأخذه بِمُدّ بُرٍّ؟ فلم يلتفت إليها أحدٌ، فألقته في الطريق وقالت: هذا ما نفعني وقت الحاجة، ما أريده. فلم يلتفت أحد إليه [5] .
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 61، تاريخ دولة آل سلجوق 38 وفيه أن أمير الحرمين محمد بن أبي هاشم الحسني هو الّذي ورد إلى بغداد بقصد الوفادة إلى السلطان، نهاية الأرب 23/ 238، العبر 3/ 249، مرآة الجنان 3/ 85، مآثر الإنافة 1/ 347، تاريخ ابن خلدون 3/ 470، اتعاظ الحنفا 2/ 304، تاريخ الخلفاء 421، شذرات الذهب 3/ 310، البداية والنهاية 12/ 99.
[2] تاريخ الخلفاء 421، البداية والنهاية 12/ 99، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 216، أخبار الدول (الطبعة الجديدة) 2/ 162.
[3] في: الكامل في التاريخ 10/ 61، 62، واقتبسه النويري في: نهاية الأرب 28/ 233.
[4] هو: سبط ابن الجوزي.
[5] انظر: المنتظم 8/ 257، 258 (16، 117، 118) ، وتاريخ الزمان 108، 109، والمختصر في أخبار البشر 2/ 186، وأخبار الدول المنقطعة 74، 75، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 20 وفيه قال مؤلّفه: «رأيت مجلّدا يجيء نحو عشرين كرّاسا فيه ذكر ما خرج من القصر من التحف والأثاث والثياب والذهب وغير ذلك» ، ونهاية الأرب 28/ 233، ودول الإسلام 1/ 270، 271، تاريخ ابن الوردي 1/ 373، اتعاظ الحنفا 2/ 279- 300 وفيه تفصيلات كثيرة عن الغلاء بمصر، النجوم الزاهرة 5/ 84، شذرات الذهب 3/ 310، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 216- 218 (في حوادث سنة 440 هـ-.) ، أخبار الدول (الطبعة الجديدة) 2/ 162.

الصفحة 8