كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 32)

وكان قبل تملُّك شَيْزَر ينزل في نواحي شيزر، على عادة العرب، وقيل إنّه حاصرها وأخذها بالأمان في سنة أربعٍ وسبعين [1] . ولم تزل في يد أولاده إلى أن هدمتها الزَّلْزَلة، وقتلت سائر من فيها في سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة [2] .
وكان جوادًا ممدَّحًا، مدحَه ابن الخيّاط، والخَفَاجيّ، وغيرهما [3] .
__________
[ () ] 410، والدرة المضية 423، والوافي بالوفيات 22/ 224.
[1] ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 113 وفيه أنه ملك حصن شيزر في يوم السبت السابع والعشرين من رجب من الأسقف الّذي كان فيه بمال بذله له وأرغبه فيه إلى أن حصل في يده وشرع في عمارته وتحصينه والممانعة عنه إلى أن تمكنت حاله فيه وقويت نفسه في حمايته والمراعاة دونه.
وانظر رواية سبط ابن الجوزي عن محمد بن الصولي في حاشية (ذيل تاريخ دمشق) .
[2] ذيل تاريخ دمشق 344، زبدة الحلب 2/ 306، مفرّج الكروب 1/ 128، وفيات الأعيان 3/ 409، وكتاب الروضتين 1/ 264، الكامل في التاريخ 11/ 218.
[3] وممّن مدحه أيضا: شرف الدين ابن الحلاوي شاعر الموصل، ومحمد بن عبد الواحد بن مزاحم الصوري، وقد أنشده بطرابلس في جمادى الأولى سنة 464 هـ. (تاريخ دمشق 38/ 398) ، وأبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد الحسين الأقساسي، وقد أنشده بطرابلس أيضا في 21 من شوال سنة 464 هـ. (تاريخ دمشق 37/ 408) ، وعبد الله بن الدويدة المعري، وكان كتب إليه حين وفد عليه ابن الخيشي الشاعر:
يا عليّ بن منقذ با هماما ... حين يدعى الوغى يعد بجيش
قد أتاك الخيشيّ في وسط آب ... بقريض يغنيك عن بيت خيش
(بغية الطلب 1/ 71) .
وقد كتب ابن الخيشي وهو في طرابلس لسديد الملك:
إني- وحقك- في طرابلس ... كما تهوى العدي تحت المقيم المقعد
أما «المحرّم» وقد حرمت نجاز ما وعدوا ... وفي «صفر» فقد صفرت يدي
قالت لي العلياء لمّا أن سقوني ... كأس مطلهم سكرت فعربد
(بغية الطلب 1/ 71) .
وكتب له ابن حيّوس في طرابلس قصيدة وبعثها إليه وكان ما يزال في حلب أوائل سنة 464 هـ. وأوّلها:
أما الفراق فقد عاصيته فأبى ... وطالت الحرب إلا أنه غالبا
أراني البين لما حمّ عن قدر ... وداهنا كلّ جدّ بعده لعبا
(معجم الأدباء 5/ 222) .
وجاء في (الدرّة المضيّة 6/ 423) أنّ عبد المحسن الصوري أنشد سديد الملك. وهذا وهم فاحش إذ أن الصوري توفي سنة 419 هـ. وكان سديد الملك لا يزال حدثا.
ومدحه ابن الخياط بقصيدة من 54 بيتا مطلعها:
يقيني يقيني حادثات النوائب ... وحزمي حزمي في ظهور النجائب

الصفحة 274