كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 33)

منصورين ظافرين بعزْم أمير الجيوش [1] .
[تعاظم الفتنة بين السُّنّة والشِّيعة]
وفيها عظُمت البليّة ببغداد بين السُّنّة والشِّيعة، وقُتِل بينهم بَشَرٌ كثير، وركب شِحْنة بغداد ليكفّهم فعجز، وذلّت الرَّافضة بإعانة الخليفة أعوانه عليهم، وأجابوا إلى إظهار السُّنّة، وكتبوا بالكَرْخ على أبواب مساجدهم: خير النّاس بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبو بكر، ثمّ عمر، ثمّ عثمان، ثمّ عليّ. فعظُمَ هذا على جهلتهم وشُطّارهم، فثاروا ونهبوا شارع ابن أبي عَوْف، وفي جملة ما نهبوا دار المحدّث أبي الفضل بن خَيْرُون، فذهبَ مستصرخًا ومعه خلْق، ورفعت العامّة الصُّلْبان، وهجموا على الوزير وما أَبَوْا ممكنًا. وقُتِل يومئذٍ رجل هاشميّ بسهمٍ غرْبٍ، فقتلت السُّنّة عِوَضَه رجلًا علويًّا واحرقوه. وجَرَت أمور قبيحة، فطلب الخليفة من صدقة بن مَزْيَد عسكرًا، فبعث عسكرًا، وتتبَّعوا المفسدين إلى أن خمدت الفتنة [2] .
[القحط بإفريقية]
وفيها كان بإفريقيّة قحطٌ وحروب، ثمّ أمِنوا ورخصت الأسعار [3] .
[بناء المدرسة التّاجيّة ببغداد]
وفيها عُمِلت ببغداد مدرسة لتاج المُلْك مستوفي الدّولة بباب أبرز، ودرّس بها أبو بكر الشّاشيّ، وتعرف بالمدرسة التّاجيّة [4] .
__________
[1] انظر عن (جبيل) في: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 120، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 28، والكامل في التاريخ 10/ 176 (وكلها في حوادث سنة 482 هـ.) ، ونهاية الأرب 28/ 238، ودول الإسلام 2/ 11، وتاريخ سلاطين المماليك 3، واتعاظ الحنفا 2/ 326.
[2] المنتظم 9/ 47، 48 (16/ 282- 284) ، الكامل في التاريخ 10/ 176، 177 (حوادث سنة 482 هـ.) ، العبر في خبر من عبر 3/ 301، 302، دول الإسلام 2/ 11، سير أعلام النبلاء 18/ 322، مرآة الجنان 3/ 134، البداية والنهاية 12/ 135 (حوادث سنة 482 هـ.) ، شذرات الذهب 3/ 367.
[3] الكامل في التاريخ 10/ 179 (حوادث سنة 482 هـ.) ، البيان المغرب 1/ 302.
[4] الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 204، الكامل في التاريخ 10/ 180 (حوادث سنة 482 هـ.) ، تاريخ دولة آل سلجوق 78، البداية والنهاية 12/ 135 (حوادث سنة 482 هـ.)

الصفحة 12