كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 33)

سنة أربع وثمانين وأربعمائة
[عزْل أبي شجاع عن الوزارة]
فيها عُزِل عن الوزارة ببغداد أبو شجاع بعميد الدّولة بن جَهِير وأُمِرَ بلزوم داره، فتمثل عن نفسه:
تولّاها وليس له عدوٌ ... وفارقها وليس له صديقُ [1]
[سجن الصّاحب بن عبّاد]
وفيها استولى أمير المسلمين يوسف على بلاد الأندلس قُرْطُبة، وإشبيلية، وسجَنَ ابن عبّاد، وفعل في حقّه ما لا ينبغي لملك، فإنّ الملوك إمّا أن يُقتلوا، وإمّا أن يُسجنوا، ويُقرَّر لذلك المحبوس راتبٌ يليق به، وهذا لم يفعل ذلك، بل استولى على جمع ممالكه وذخائره، وسجنه بأغْمات [2] ، ولم يُجْرِ على أولاده ما يكفيهم، فكان بناتُ المعتمد بن عَبّاد يغزلْن بأيديهنَّ، وينفقن على أنفسهنّ، فأبان أمير المسلمين بهذا عن صِغَر نَفْسٍ، ولُؤْم طبع [3] .
__________
[1] المنتظم 9/ 56 (16/ 290، 291) ، الكامل في التاريخ 10/ 186، 187، تاريخ دولة آل سلجوق 77، 78، الفخري لابن طباطبا 298، نهاية الأرب 23/ 251، المختصر في أخبار البشر 2/ 200، النجوم الزاهرة 5/ 132.
[2] أغمات: ناحية في بلاد البربر من أرض المغرب قرب مرّاكش، وهي مدينتان متقابلتان كثيرة الخير، ومن ورائها إلى جهة البحر المحيط السوس الأقصى بأربع مراحل. (معجم البلدان 1/ 225) .
[3] الكامل في التاريخ 10/ 187- 190، المختصر في أخبار البشر 2/ 200، العبر 3/ 304، دول الإسلام 2/ 12، مرآة الجنان 3/ 134، البداية والنهاية 12/ 137، تاريخ ابن الوردي 2/ 4، مآثر الإنافة 2/ 9، النجوم الزاهرة 5/ 133.

الصفحة 15