كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 33)

سنة خمس وثمانين وأربعمائة
[وقعة جيّان بالأندلس]
فيها وقعة جَيّان [1] بالأندلس.
كانت بعد وقعة الزّلّاقة، وتُقاربُها في الكِبَر، فإنّ الأذفونش جمع جُموعًا عظيمة، وقصد بلاد جَيّان، فالتقاه المرابطون فانهزم المسلمون، وأشرف النّاسُ على خُطّةٍ صعبة، ثمّ أنزل الله النّصر، فثبتوا وهزموا الكُفّار، ووضعوا السّيف فيهم، ونجا الأذفونش في نَفَرٍ يسير [2] .
[نسخة كِتَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هرقل] ثمّ تهيّأ في العام القابل، وأغار على القُرى، وحرَّق الزَّرع، وبقي النّاس معه في بلاءٍ شديد. وشاخ وعُمِّر، وكان من دُهاة الرّوم، وهو أكبر ملك للفرنج، تحت يده عدّة ملوك، وجعل دار مملكته طُلَيْطُلَة، فبقي مجاورًا لبلاد الإسلام.
وهو من ذُرّيّة هِرَقْل. وكان عنده كِتَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جدّه.
قال الْيَسَعُ بنُ حزْم: حدّثنا الفقيه أبو الحسن بن زيدان قال: لمّا توجّهنا إلى ابن بنتِه رُسُلًا أنا وفُلان، أمرَ فأُخْرِج سفْطٌ فيه حقٌّ ذهب، مرصَّع بالياقوت والدُّرّ، فاستخرج منه الكتاب كما نصّه في «صحيح البخاريّ» ، فلمّا رأيناه بكينا، فقال: ممّ تبكون؟
فقلنا: تذكّرنا به النبي صلّى الله عليه وسلم.
__________
[1] جيّان: بالفتح ثم التشديد، وآخره نون. مدينة لها كورة واسعة بالأندلس تتصل بكورة ألبيرة مائلة عن ألبيرة إلى ناحية الجوف في شرقي قرطبة. (معجم البلدان 2/ 195) .
[2] الكامل في التاريخ 10/ 202، العبر في خبر من غبر 3/ 307، دول الإسلام 2/ 12، سير أعلام النبلاء 18/ 322.

الصفحة 21