كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 33)

وبلغ ذلك عثمان بنَ نظام المُلْك [1] ، فشغب عليهم سائر الغلمان الصِّغار، وقال:
هذا قاتل أستاذكم. ففتكوا به، وقطّعوه في المحرَّم سنة ستٍّ [2] .
وكان كثير المحاسن والفضائل وإنّما غطّى ذلك ممالأته على قتل نظام الملك، ولأنّ مدّته لم تَطُلْ. وعاش سبْعًا وأربعين سنة [3] .
[إيقاع عرب خفاجة بالرّكب العراقي]
وأمّا عرب خَفَاجَة فطمعوا بموت السّلطان، وخرجوا على الركْب العراقيّ، فأوقعوا بهم، وقتلوا أكثر الْجُنْد الّذين معهم، ونهبوا الوفد، ثمّ أغاروا على الكوفة، فخرجت عساكر بغداد وتبعَتْهم حتّى أدركتهم، فقُتِل من خَفَاجَة خلْق، ولم تقْوَ لهم شوكةٌ بعدَها [4] .
[حريق بغداد]
وفيها كان الحريق المَهُول ببغداد، وكان من الظُّهر إلى العصر.
قال صاحب «الكامل» : واحترق من النّاس خلْق كثير، واحترق نهر مُعَلَّى، من عقد الحديد إلى خزانة [5] الهرّاس، إلى باب دار الضَّرب، واحترق سوق الصَّاغة، والصّيارف، والمخلّطين، والرَّيْحانيّين. وركب الوزير عميد الدّولة [6] بن جَهير وأتى، فما زال راكبا حتّى أطفئ [7] .
__________
[1] في الكامل في التاريخ 10/ 216: «عثمان نائب نظام الملك» .
[2] المنتظم 9/ 63 (16/ 301) ، الكامل في التاريخ 10/ 216، نهاية الأرب 26/ 337، المختصر في أخبار البشر 2/ 203، تاريخ ابن خلدون 3/ 479 و 5/ 14، تاريخ ابن الوردي 2/ 6.
[3] الكامل في التاريخ 10/ 216، المختصر في أخبار البشر 2/ 203.
[4] تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) 356 (وتحقيق سويّم) 23، المنتظم 9/ 63 (16/ 301) ، الكامل في التاريخ 10/ 217، العبر في خبر من غبر 3/ 307، دول الإسلام 2/ 14، سير أعلام النبلاء 18/ 322، مرآة الجنان 3/ 135، البداية والنهاية 12/ 139.
[5] هكذا في الأصل، وفي المنتظم: «خرابة» ، وفي الكامل: «خربة» .
[6] في الأصل: «عميد الله» . والتصحيح من: المنتظم، والكامل.
[7] المنتظم 9/ 61 (16/ 299) ، الكامل في التاريخ 10/ 217، 218، البداية والنهاية 12/ 139.

الصفحة 27