كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 33)

فدخلها وأراد نَهْبها، فمنعه أميرٌ معه، فجاء الخبر بقتْل تتش، فترحّل إلى الشّام [1] .
[مقتل تاج الدّولة تتش]
وذلك أنّ تتش لمّا هزم بَرْكيارُوق، سار بركياروق فحاصر هَمَذَان، ثمّ رحل عنها، ومرض بالْجُدَرِيّ. وقصد تتش إصبهان، وكاتب الأمراء يدعوهم إلى طاعته، فتوقّفوا لينظروا ما يكون من بركياروق. فلمّا عُوفي فرحوا به، وأقبلت إليه العساكر، حتّى صار في ثلاثين ألفًا، والتقى هو وتتش بقرب الرّيّ، فانكسر عسكر تتش، وقاتل هو حتّى قُتِل، قتله مملوكٌ لقسيم الدّولة، وأخذ بثأر مخدومه [2] .
[تفرُّد بركياروق بالسّلطنة]
وانفرد بركياروق بالسّلطنة، ودانت له الممالك بعد أن انهزم من عمّه بالأمس في نفرٍ يسير إلى إصبهان، ولو اتّبعه عشرون فارسًا لأسروه، لأنّه بقي على باب إصبهان أيّامًا، ثمّ خدعوه وفتحوا له، ثمّ قبضوا عليه وهموا بكحْله، فحُمّ أخوه محمود وجدَّر ومات، فملّكوه عليهم، وشرعت سعادته [3] .
[تملّك رضوان بن تُتُش حلب]
وقد كان تُتُش بعث إلى ولده رضوان يأمره بالمجيء إلى بغداد، وينزل بدار السّلطنة، فسار في عسكرٍ كبير، فلمّا قارب هِيت [4] جاءه نعيُ أبيه، فردّ إلى
__________
[1] المنتظم 9/ 84 (17/ 15) ، الكامل في التاريخ 10/ 244، دول الإسلام 2/ 17.
[2] تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) 357 (وتحقيق سويّم) 23، المنتظم 9/ 85 (17/ 15) ، ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 130، الكامل في التاريخ 10/ 244، 245، تاريخ الفارقيّ 244، زبدة التواريخ للحسيني 160، 161، زبدة الحلب 2/ 119، نهاية الأرب 26/ 339 و 27/ 69، المختصر في أخبار البشر 2/ 206، العبر 3/ 319، دول الإسلام 2/ 17، مرآة الجنان 3/ 145، البداية والنهاية 12/ 148، تاريخ ابن خلدون 3/ 16، 17، تاريخ ابن الوردي 2/ 7، الدرّة المضيّة 444، مآثر الإنافة 2/ 19، 20، النجوم الزاهرة 5/ 155.
[3] تاريخ الفارقيّ 244، الكامل في التاريخ 10/ 245، زبدة التواريخ 161، نهاية الأرب 26/ 339، المختصر في أخبار البشر 2/ 205، تاريخ ابن الوردي 2/ 7.
[4] هيت: بالكسر. بلدة على الفرات من نواحي بغداد.

الصفحة 39