كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 33)

أرغون المتغلِّب على خُراسان، فلمْا بلغوا الدّامَغان أتاهم قتْلُه، ثمّ لحِقهم السّلطان بَركيارُوق، وسار إلى نَيْسابور، فتسلَّمها، ثمّ تسلّم سائر خُراسان بلا قتال، ثمّ نازل بلْخ وتسلّمها، وبقي بها سبعة أشهر، وخطبوا له بسَمَرْقَنْد، وغيرها. ودانت له البلاد، وخضعت له العباد. واستعمل أخاه سنجر على خُراسان، ورتَّب في خدمته من يسوس الممالك، لأنّه كان حَدَثًا [1] .
[ولاية محمد بن أنوشتكين على خُوارَزْم]
وفيها أقرَّ بركياروق الأمير محمد بنَ أَنُوشتِكِين على خُوارَزْم. وكان أبوه مملوك الأمير بلكابَك [2] السَّلْجُوقيّ، فطلع نجيبا، كامل الأوصاف، فولد له محمد هذا، فعلِّمه وأدَّبه، وترقِّت به الحال إلى أن ولي خُوارَزْم، ولُقِّب خُوارَزْم شاه.
وكان كريمًا، عادلًا، محسِنًا، مُحِبًّا للعلماء [3] . فلمّا تملك السّلطان سنجر أقرَّ محمدًا على خُوارَزْم. ولمّا تُوُفّي ولي بعده ولده أتسز بن خُوارَزْم شاه، فمدَّ ظُلَل الأمن، ونَشَر العدل، وكان عزيزًا على السّلطان سنجر، واصلًا عنده لشهامته وكفايته وشجاعته. وهو والد السّلطان خُوارَزْم شاه محمد الّذي خرج عليه جنكزخان [4] .
[انهزام دُقَاق عند قنّسرين أمام أخيه]
وفيها نازل رضوان صاحب حلب مدينة دمشق ليأخذها من أخيه دُقَاق، فرأى حصانتها، فسَار ليأخذ القدس فلم يُمكنه، وانقطعت عنه العساكر. وكان معه ياغي [5] سِيان ملك أنطاكيّة، فانفصل عنه، وأتى دمشق، وحسّن لدُقَاق محاصرةَ حلب، فسَار معه. واستنجد رضوان بسُقْمان بن أرتق، فنجده بجيش
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 265، تاريخ مختصر الدول لابن العبري 196، نهاية الأرب 26/ 340، المختصر في أخبار البشر 2/ 209، العبر 3/ 327.
[2] في الكامل: «بلكباك» ، وفي العبر 3/ 327 «ملكايل» .
[3] المختصر في أخبار البشر 2/ 209، العبر 3/ 329.
[4] الكامل في التاريخ 10/ 267، 268، نهاية الأرب 23/ 255، المختصر في أخبار البشر 2/ 209، دول الإسلام 2/ 18، البداية والنهاية 12/ 154، تاريخ ابن الوردي 2/ 9، 10.
[5] في المختصر في أخبار البشر 2/ 210: «باغي» .

الصفحة 46