كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 34)

وخرجوا للقاء، وعملوا مصافًا، فولّى بعض العساكر حرب كبربوقا، لِما في قلبهم منه. وما كَانَ ذا وقت ذا، فاشتغل بعضهم ببعض، ومالت عليهم الإفرنج، فهزمتهم، وهربوا من غير أن يقاتلوا، فظنت الإفرنج أنّها مكيدة، إذ لم يجر قتال يوجب الهزيمة. وثبت جماعة من المجاهدين، وقاتلوا خشية، فحطمتهم الإفرنج، واستشهد يومئذ ألوف، وغنمت الإفرنج من المسلمين معظم ثقلهم، ودوختهم [1] .
[دخول الإفرنج المَعَرّة]
ثمّ ساروا إلى المَعَرّة، فحاصروها أيامًا، ثمّ دخل المسلمين فشلٌ وهلعٌ، وظنوا أنهم إذا تحصنوا بالدُّور الكبار امتنعوا بها، فنزلوا من السور إلى الدور، فرآهم طائفة أخرى، ففعلوا كفعلهم، فخلا مكانهم من السُّور، فصعدت الإفرنج عَلَى السّلالم، ووضعوا فيهم السيف ثلاثة أيّام، وقتلوا ما يزيد عَلَى مائة ألف، وملكوا جميع ما فيها [2] .
__________
[ () ] على مسامير صليب ربّنا يسوع، فصاغوا منها صليبا وسنان رمح واتخذوهما بمثابة راية وزحفوا إلى الأتراك. (تاريخ الزمان 124) .
وقال في موضع آخر: وكان مع الإفرنج راهب مطاع فيهم وكان داهية من الرجال، فقال لهم:
إن فطروس السليح كان له عكازة ذات زجّ مدفونة بكنيسة القسيان، فإن وجدتموها فإنكم تظفرون، وإلا فالهلاك متحقّق، وأمرهم بالصوم والتوبة ففعلوا ذلك ثلاثة أيام. فلما كان اليوم الرابع أدخلهم الموضع جميعهم ومعهم عامّتهم وحفروا عليها في جميع الأماكن فوجدوها كما ذكر. (تاريخ مختصر الدول 196) .
[1] الكامل في التاريخ 10/ 277، 278، نهاية الأرب 28/ 255، المختصر في أخبار البشر 2/ 211، العبر 3/ 331، دول الإسلام 2/ 20، البداية والنهاية 12/ 155، تاريخ ابن خلدون 5/ 20، النجوم الزاهرة 5/ 148.
[2] تاريخ حلب للعظيميّ 360 (تحقيق زعرور) و 26 (بتحقيق سويّم) ، الكامل في التاريخ 10/ 278، تاريخ الزمان لابن العبري 124، تاريخ مختصر الدول، له 197، أخبار الدول المنقطعة لابن ظافر 82، زبدة الحلب 2/ 141، 142، نهاية الأرب 28/ 255، 256، المختصر في أخبار البشر 2/ 211، العبر 3/ 330، دول الإسلام 2/ 20، مرآة الجنان 3/ 154، البداية والنهاية 12/ 155، تاريخ ابن خلدون 5/ 20، تاريخ ابن الوردي 2/ 10 وفيه: وفي ذلك يقول بعض المعرّيّين، وأما أحسن ما جاءت تورية الإثنين والخميس والأحد:
معرّة الأذكياء قد مردت ... عنّا وحقّ المليحة الحرد
في يوم الإثنين كان موعدهم ... فما نجا من خميسهم أحد
الدرّة المضيّة 452، مآثر الإنافة 2/ 15، اتعاظ الحنفا 3/ 23، النجوم الزاهرة 5/ 146

الصفحة 12