كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 34)

أبو الفضل البلاشانيّ الوزير، واسمه أسعد بْن موسى [1] .
وَزَرَ للسلطان بَركيَارُوق.
من أولاد الكُتّاب، فيه دين وخير وقلّة ظُلْم وعدم سفْكٍ للدّماء.
عاش إحدى وخمسين سنة.
تقدّم في الدّولة الملكشاهيّة، وعظُم محلُّه، وصار يعتضد بالباطنية في مقاصده، فقيل إنّه وضع باطنيا عَلَى قتل الأمير بُرسْقُ سنة تسعين، واتهمه أولاده بذلك، ونفرت الأُمراء منه، واختلفوا عَلَى بَركيَارُوق، وصعدوا فوق تلٍّ، وهم طُغْرُلْ، وأمير آخر، وبنو برسق، وراسلوا السّلطان في أن يسلّمه إليهم، فمنعهم سنةً، ثمّ اضطرّ إلى أن يسلّمه إليهم، واستوثق منهم بالأَيْمان، عَلَى أن يحبسوه لأنّه كَانَ عزيزًا عَلَيْهِ، فلمّا توثّق منهم وبعثه إليهم لم يدعه غلمانهم أن يصل إليهم حتّى قتلوه، سامحه اللَّه.
وكان شيعيًّا قد أعدّ كَفَنَه فيه تربة وسعْفَة، فلمّا أُحضر بين يديه تفكّر وقال: ما أصنع بهذا؟ ومن يحفظه؟، واللَّه ما أبقى إلّا لقًا وطريحًا. فأنطقه اللَّه بما يصير وأحس قلبه. وكان لَهُ وردٌ باللّيل يقومه، ولا يتعاطى مُسْكِرًا، ومولاته دارّة عَلَى العلويّين.
قتلوه في ثاني عشر رمضان بطَرَف خُراسان.
93- مُحَمَّد بْن الفَرَج بْن منصور بْن إِبْرَاهِيم [2] .
أبو الغنائم الفارقيّ [3] الفقيه.
قدِم بغداد مَعَ أَبِيهِ سنة نيِّفٍ وأربعين، فسمع من: عبد العزيز الأزجيّ [4] ، وأبي إسحاق البرمكيّ،
__________
[1] في الكامل، والمناقب المزيدية: «أسعد بن محمد» ، والمثبت يتفق مع: سير أعلام النبلاء.
[2] انظر عن (محمد بن الفرج) في: الكامل في التاريخ 10/ 291.
[3] الفارقيّ: بفتح الفاء والراء المكسورة بينهما الألف وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى ميافارقين. (الأنساب 9/ 217) .
[4] في الأصل: «الأرجي» بالراء. والتصحيح من (الأنساب 10/ 197) وفيه: بفتح الألف والزاي وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى باب الأزج وهي محلّة كبيرة ببغداد.

الصفحة 135