كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 34)

مزجنا دماء [1] بالدموع السواجم ... فلم يبق [2] منا عرضة [3] للمراحم [4]
وشر سلاح المرء دمع يفيضه [5] ... إذا الحرب شبت نارها بالصوارم
فإيها بني الإسلام، إنّ وراءكم ... وقائع يلحقن الذرى [6] بالمناسم
أتهويمةٌ في ظل أمْنٍ وغبطةٍ ... وعيش كنوار الخميلة ناعم
وكيف تنام العين ملء جفونها ... عَلَى هفوات [7] أيقظت كلّ نائم؟
وإخوانكم بالشام يضحي مقيلهم ... ظهور المذاكي أو بطون القشاعم
تسومهم الرّوم الهوان وأنتم [8] ... تجرّون ذيل الخفض فعل المسالم
فكم [9] من دماءٍ قد أبيحت، ومن دمي [10] ... توارى [11] حياءً حسنها بالمعاصم
بحيث السيوف البيض محمرة الظبا ... وسمر العوالي داميات اللهاذم
يكاد [12] لهن المستجن [13] بطيبة ... ينادي بأعلى الصوت: يا آل هاشم
أرى أُمتي لا يشرعون إلى العدى ... رماحهم، والدين واهي الدعائم
ويجتنبون النار خوفًا من الردى ... ولا يحسبون العار ضربة لازم
أترضى صناديد الأعاريب بالأذى، ... وتغضي [14] عَلَى ذلٍ كماة الأعاجم
__________
[1] في البداية والنهاية 12/ 156: «دمانا» .
[2] في الأصل: «يبقى» وهو غلط.
[3] في الأصل: «عوضه» ، والمثبت عن: الكامل 10/ 284، وتاريخ ابن الوردي 2/ 11، وفي المختصر في أخبار البشر 2/ 211: «عرصة» .
[4] في النجوم الزاهرة 5/ 151: «للمراجم» .
[5] في البداية والنهاية: «يريقه» .
[6] في الأصل: «الردى» ، والتصحيح من الكامل.
[7] في الأصل: «هوان» . وفي المنتظم: «هنوات» . والمثبت في الكامل 100/ 285، والمختصر 2/ 211، وفي تاريخ ابن الوردي 2/ 11: «هبوات» .
[8] في الأصل: «وأنتموا» .
[9] في الكامل: «وكم» ومثله في المختصر.
[10] في المختصر: «ومن دم» .
[11] في الأصل: «تواري» .
[12] في المنتظم: «وكاد» ، ومثله في النجوم الزاهرة 5/ 151.
[13] في البداية والنهاية 12/ 156 «المستجير» .
[14] في الكامل 10/ 285: «ويفضي» ، وكذا في البداية والنهاية. وفي تاريخ ابن الوردي 2/ 11 «تقضي» .

الصفحة 18