كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 34)

178- عَبْد الواحد بْن عَبْد الكريم بْن هوازن بْن عَبْد المُلْك بْن طلحة [1] .
الْإِمَام أبو سعيد [2] ابن الْإِمَام أَبِي القاسم القُشَيْريّ النَّيْسابوريّ الخطيب.
قَالَ السّمعانيّ فيه: أوحد عصره فضلًا ونفسًا وحالًا، الثاني من ذُكور أولاد أَبِي القاسم.
نشأ في العلم والعبادة، وكان قويّ الحفظ، بالغًا فيه. تخرّج في العربيّة، وضرب في الكتابة والشِّعْر بسهمٍ وافر. وأخذ في تحصيل الفوائد من أنفاس والده، وضبط حركاته وسكناته وما جرى لَهُ، وصار في آخر عُمره سيّد عشيرته [3] .
وحجّ ثانيا بعد الثّمانين [4] .
وحدَّثَ ببغداد [5] والحجاز. ثمّ عاد إلى نَيْسابور مشتغلًا العبادة، لا يفتر عَنْهَا ساعة.
سمع: عليّ بْن مُحَمَّد الطّرازيّ، وأبا نَصْر منصورًا المفسّر، وأبا سعد النّصروييّ [6] . وببغداد: أبا الطَّيِّب الطَّبَريّ، وأبا مُحَمَّد الجوهريّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الواحد بن عبد الكريم) في: الأنساب 10/ 156، والمنتخب من السياق 339، 340 رقم 1119، والتحبير 1/ 76، 474، 577، 589 و 2/ 107، 121، 455، والإعلام بوفيات الأعلام 203، والعبر 3/ 339، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 284، 285، ومرآة الجنان 3/ 157، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 1/ 248- 252 رقم 138، وشذرات الذهب 3/ 401.
[2] في الأصل: «أبو سعد» ، والتصحيح من مصادر الترجمة. وقال السبكي: أما أبو سعد بإسكان العين فذاك أخوه عبد الله، كلاهما ولد الأستاذ أبي القاسم. (طبقات الشافعية الكبرى 3/ 284) .
[3] ذيل تاريخ بغداد 1/ 248، 249.
[4] وقال ابن السمعاني فيه: شيخ نيسابور علما وزهدا وورعا وصيانة، لا بل شيخ خراسان، وهو فاضل ملء ثوبه، وورع ملء قلبه، لم أر في مشايخي أورع منه وأشد اجتهادا.
ومن شعره:
يا شاكيا فرقة شهر الصيام ... تفيض عيناه كفيض الغمام
ذلك من أوصاف من لم يزل ... حضوره الباب بنعت الدوام
دم حاضرا بالباب مستيقظا ... وكل شهر لك شهر الصيام
(وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 284 و 285) .
[5] قدم إليها حاجّا سنة 481 هـ.
[6] في الأصل: «النصروي» . والتصحيح من (الأنساب 12/ 91) بفتح النون وسكون الصاد

الصفحة 189