كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 34)

القاضي أبو نَصْر المَوْصِليّ.
قدِم بغداد في سنة ثلاثٍ وتسعين [1] قبل موته بعام، وروى «الأربعين الوَدْعَانيّة» الموضوعة الّتي سرقها عمّه أبو الفتح بْن وَدْعَان من الكذّاب زيد بْن رفاعة [2] .
سمعها منه: هبة اللَّه الشِّيرازيّ، وعُمَر الرّؤاسيّ.
وكان مولده سنة اثنتين وأربعمائة.
ومات بالموصل.
قَالَ السّمعانيّ: حدَّثَ عَنْ عمّه أبي الفتح أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن سليمان بْن وَدْعَان، وأبي الحَسَن مُحَمَّد بْن عليّ بْن بحشل [3] ، والحسين بْن مُحَمَّد الصَّيْرفيّ.
وروى عَنْهُ: أبو المُعَمَّر الْأَنْصَارِيّ، وأبو طاهر السِّلَفيّ.
وقال السِّلَفيّ: قرأتُ عَلَيْهِ «الأربعين» جَمْعَه، ثمّ تبيّن لي حين تصفّحتها تخليطٌ عظيم يدلّ عَلَى كذِبه وتركيبه الأسانيد.
وقال هُزَارسْت: سألته عَنْ مولده، فقال: ليلة نصف شَعْبان سنة إحدى وأربعمائة، أوّل سماعي سنة ثمان وأربعمائة.
وقال ابن ناصر: رأيته ولم أسمع منه لأنّه كَانَ متهمًا بالكذب، وكتابهُ في «الأربعين» سرقة من ابن رفاعة، وحذف منه الخطْبة، وركَّب عَلَى كلّ حديثٍ رجلًا [4] أو رجلين إلى شيخ زيد بْن رفاعة واضع الكتاب. وكان كذّابا، وألّف بين
__________
[1] وقع في المطبوع من (المنتظم) : «سنة ثلاث وسبعين» . والمثبت هو الصحيح كما أوضح المؤلّف الذهبي- رحمه الله-.
[2] انظر عن (زيد بن رفاعة) في: تاريخ بغداد 8/ 450، 451 رقم 4564، والموضوعات لابن الجوزي 1/ 136، والضعفاء والمتروكين 1/ 305 رقم 1321، والمغني في الضعفاء 1/ 246 رقم 2272، وميزان الاعتدال رقم 3005 د، وتاريخ الإسلام (381- 400 هـ.) ص 221، 222، والكشف الحثيث 188 رقم 302، ولسان الميزان 2/ 506.
[3] في الأصل: «نحشل» بالنون، وهو تصحيف.
[4] في الأصل: «رجل» .

الصفحة 200