كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 34)

أكثر مدن الشّام، واستولى عليها أتراك وفرنج، فنزل الفرنج عَلَى أنطاكية، وحاصروها ثمانية أشهر، وأخذوها في سادس عشر رجب سنة إحدى وتسعين، وأخذوا المَعَرّة سنة اثنتين وتسعين، والقدس فيها أيضًا في شَعْبان.
واستولى الملاعين على كثير من مدن السّاحل.
ولم يكن للمستعلي مَعَ الأفضل أمير الجيوش حُكْم.
وفي أيّامه هرب أخوه نزار إلى الإسكندريّة، هُوَ منتسب أصحاب الدّعوة [1] بقلعة الأَلموت، فأخذ لَهُ البيعة عَلَى أهل الثّغر أفتكين، وساعده قاضي الثّغر ابن عمّار [2] ، وأقاموا عَلَى ذَلِكَ سنة، فجاء الأفضل سنة ثمان وثمانين، وحاصَر الثغر، وخرج إِلَيْهِ أفتكين، فهزمه أفتكين [3] . ونازلها ثانيا، وافتتحها عَنْوةً، فقتل جماعة، وأتى القاهرة بنزار وأفتكين [4] ، فذبح أفتكين صبرًا، وبنى المستعلي عَلَى أخيه حائطًا، فهو تحته إلى الآن.
تُوُفّي المستعلي في ثالث عشر صَفَر سنة خمسٍ وتسعين. قاله ابن خَلِّكان [5] ، وغيره.
- حرف الجيم-
205- جناح الدّولة.
صاحب حمص، مرّ في الحوادث [6] .
__________
[1] في وفيات الأعيان 1/ 179: «ونزار هو الأكبر وهو جدّ أصحاب الدعوة ... » .
[2] هو أبو القاسم علي بن أحمد بن عمّار الطرابلسي، يلقّب بجمال الدولة، وإليه ينسب وزير مصر بدر الجمالي، لأن ابن عمّار اشتراه وربّاه. انظر عنه في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 302- 305 رقم 1039، وكتابنا: «لبنان في العصر الفاطمي» من:
سلسلة دراسات في تاريخ الساحل الشامي- راجع سلسلة نسب بني عمّار أمراء طرابلس.
[3] أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 36، ذيل تاريخ دمشق 128، تاريخ الفارقيّ 267، أخبار الدول المنقطعة 83، 84، المغرب في حلي المغرب 81، وفيات الأعيان 1/ 179، نهاية الأرب 28/ 245، اتعاظ الحنفا 3/ 14، شذرات الذهب 3/ 402.
[4] أخبار مصر 2/ 36، 37، نهاية الأرب 28/ 245، 246، مرآة الجنان 3/ 158، الدرّة المضيّة 444، 446، 447، اتعاظ الحنفا 3/ 14، 15، شذرات الذهب 3/ 402.
[5] في وفيات الأعيان 1/ 180.
[6] انظر حوادث سنة 495 هـ.

الصفحة 210