كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 34)

القُرْطُبيّ، وعليّ بْن أحمد المقرئ.
وقال: كَانَ شيخًا جليلًا لَهُ روايات عالية، قدِم علينا غرناطة. وكتب إليَّ أبو عليّ الغسّانيّ يَقُولُ: إنّه قدِم عليكم رَجُل صالح عنده روايات، فخُذْ عَنْهُ ولا يفوتك [1] .
تُوُفّي في ذي القعدة.
219- عَبْد الواحد بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] .
أبو مُحَمَّد الزُّبَيْريّ الوَرْكيّ [3] الفقيه الزّاهد.
ذكره أبو سعد السّمعانيّ وقال: عمّر مائة وعشر سِنين [4] . رحل النّاس إِلَيْهِ من الأقطار.
وروى عَنْ: عمّار، [5] وعن: إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يزداد الرّازيّ، وإسماعيل بْن الحَسَن الْبُخَارِيّ، وإِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن المُهَلّبيّ، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن سليمان الجوديّ.
روى عَنْهُ جماعة من ابن السّمعانيّ، وقال: قبره بوركي عَلَى فرسخين من بُخَارى، زرت قبره.
قلت: هذا نظر لَهُ في العالم، ولو كَانَ قد سمع بأصبهان أو نيسابور
__________
[1] في الصلة: «ولا يفوتنّك» .
[2] انظر عن (عبد الواحد بن عبد الرحمن) في: التحبير في المعجم الكبير 1/ 543 و 2/ 258، 29، والأنساب 12/ 252، 253 والمعين في طبقات المحدّثين 145 رقم 1578، والإعلام بوفيات الأعلام 204، والعبر 3/ 342، وسير أعلام النبلاء 19/ 104، 105 رقم 59، ودول الإسلام 2/ 26، وعيون التواريخ (مخطوط) 13/ 165، ومرآة الجنان 3/ 158، 159، وشذرات الذهب 3/ 402.
[3] الوركيّ: بفتح الواو وسكون الراء وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى وركة، وهي قرية على فرسخين من بخارى على طريق نسف. (الأنساب 12/ 251) .
[4] الموجود في (الأنساب 12/ 252) : «عاش مائة وثلاثين سنة» . وفي موضع آخر من الترجمة (12/ 253) قال: «ولم يكن في عصره من كان بين كتابته الإملاء وروايته مائة وعشر سنين إلّا هو» .
«أقول» : وهذا دليل أيضا على أنه عاش أكثر من مائة وعشر سنين.
[5] هو عمّار بن محمد التميمي بن مخلد بن جبير، أبو ذرّ التميمي.

الصفحة 219