كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 34)

وكان رئيس الرّيّ أبو مُسْلِم، فاتهم ابن الصّبّاح بدخول جماعة من دعاة المصريّين عَلَيْهِ، فخافه ابن الصّبّاح وهرب، فلم يُدركْه أبو مُسْلِم.
وكان ابن الصّبّاح من جملة تلامذة أحمد بْن عطّاش الطّبيب الّذي ملك قلعة إصبهان. وسافر ابن الصّبّاح فطاف البلاد، ودخل عَلَى المستنصر صاحب مصر [1] ، فأكرمه وأعطاه مالًا، وأمره أنّ يدعو النّاس إلى إمامته، فقال لَهُ الحَسَن بْن الصّبّاح: فَمَن الْإِمَام بعدك؟ فأشار إلى ابنه نِزَار [2] .
[الدَّعوة للمستعلي ونِزار]
ولمّا هلك المستنصر واستخْلف ولده المُسْتعلي صار نزار هذا إلى الإسكندريّة، ودعى إلى نفسه، فاستجاب لَهُ خلْقٌ، ولُقّب بالمصطفى لدين اللَّه.
وقام بأمر دولته ناصر الدّولة أفتكين مَوْلَى أمير الجيوش بدر. وهذا في سنة سبْعٍ وثمانين وأربعمائة [3] .
[حصار المصريّين للإسكندرية]
فسار عسكر مصر لحصار الإسكندريّة في سنة ثمانٍ، فخرج ناصر الدولة وطرهم، فردّوا خائبين [4] ثمّ سار الأفضل فحاصر الإسكندريّة وأخذها، وأسر نِزار، وأفتكين وعدّة.
وجَرَت أمور [5] .
__________
[1] لفخري لابن طباطبا 300، المختصر في أخبار البشر 2/ 214.
[2] المغرب في حلى المغرب 81.
[3] أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 35، ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 128، تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) 357 (وتحقيق سويّم) 23، تاريخ الفارقيّ 267 (حوادث سنة 489 هـ.) ، الكامل في التاريخ 10/ 237، تاريخ مختصر الدول لابن العبري 195، أخبار الدول المنقطعة لابن ظافر 83، المغرب في حلى المغرب 81، وفيات الأعيان 1/ 179، نهاية الأرب 28/ 245، مرآة الجنان 3/ 158، الدرّة المضيّة 443، 444، اتعاظ الحنفا 3/ 12، 13.
[4] أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 36، ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 128، تاريخ الفارقيّ 267، أخبار الدول المنقطعة لابن ظافر 83، 84، المغرب في حلى المغرب 81، نهاية الأرب 28/ 245، اتعاظ الحنفا 3/ 14، شذرات الذهب 3/ 402.
[5] أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 36، 37، نهاية الأرب 28/ 245، 246، مرآة الجنان 3/ 158، الدرّة المضيّة 444 و 446، 447، اتعاظ الحنفا 3/ 14، 15، شذرات الذهب 3/ 402.

الصفحة 32