كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 34)

ينال، وتجمع العسكر، وقصده بَركيَارُوق، وكانت الوقعة عند الرّيّ، فانهزم عسكر محمد، وقصدوا نحو طَبَرِسْتان، ولم يُقتل غير رجلٍ واحد، قُتِل صبْرًا [1] .
ومضت قطعةٌ منهم نحو قَزْوين، ونهبت خزائن محمد. وانهزم في نفر يسير إلى إصبهان في سبعين فارسًا، وحصنها ونصب مجانيقها، وكان معه بها ألف فارس [2] . وتبعه بَركيَارُوق بجيوش كثيرة تزيد عَلَى خمسة عشر ألف [3] ، فحاصره وضيّق عَلَيْهِ.
وكان محمد يدور كلّ ليلةٍ عَلَى السّور ثلاث مرّات. وعدمت الأقوات، فأخرج من البلد الضُّعفاء [4] .
واستقرض محمد من أعيان البلد أموالًا عظيمة، وعثرهم وصادرهم، واشتد عليهم القحط، وهانت فيهم الأمتعة. وكانت الأسعار عَلَى بَركيَارُوق رخيصة.
ودام البلاء إلى عيد الأضحى، فلمّا رأى محمد أموره في إدبار، فارق البلد، وساق في مائة وخمسين فارسًا، ومعه الأمير ينال، فحمل بَركيَارُوق وراءه عسكرًا، فلم ينصحوا في طلبه، وزحف جيش بَركيَارُوق عَلَى إصبهان ليأخذوها، فقاتلهم أهل البلد قتال الحريم [5] ، فلم يقدروا عليهم. فأشار الأمراء عَلَى بركياروق بالرحيل، فرحل إلى همذان [6] .
__________
[ () ] «يشمك» .
[1] الكامل في التاريخ 10/ 332، 333، زبدة التواريخ للحسيني 164، نهاية الأرب 26/ 349، المختصر في أخبار البشر 2/ 215، العبر 3/ 340، دول الإسلام 2/ 24، 25.
[2] في الكامل 10/ 333: «وكان معه في البلد ألف ومائة فارس وخمسمائة راجل» .
[3] زاد في الكامل: «ومعها مائة ألف من الحواشي» .
[4] دول الإسلام 2/ 25، تاريخ ابن خلدون 5/ 28.
[5] في الكامل 10/ 335: «قتال من يريد أن يحمي حريمه وماله» .
[6] الكامل في التاريخ 10/ 333- 335، نهاية الأرب 26/ 349، 350، المختصر في أخبار البشر 2/ 215، العبر 3/ 340، دول الإسلام 2/ 25، البداية والنهاية 12/ 162، 163، تاريخ ابن خلدون 3/ 487 و 5/ 28، تاريخ ابن الوردي 2/ 13.

الصفحة 43