كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 34)

العيون إلى سَنْجَر، أنّ قدرخان ذهب يتصيّد في ثلاثمائة فارس، فندب الأمير بزغش [1] لقصْده، فساق ولحقه وقاتله، فانهزم أصحاب قدرخان لقلّتهم، وأسر قدرخان وكُنْدُغْدي [2] ، وأُحضرا بين يدي سَنْجَر، فقبَّل قدرخان الأرض واعتذر، فأمر بِهِ فقُتِل، وتملّس كُنْدُغدي [2] ، ونزل في قناة مشى فيها قدْر فرسَخَيْن تحت الأرض، عَلَى ما بِهِ من النِّقْرِس، وقتل فيها حَيَّتين، وطلع من القناة، فصادف أصحابه، فسار في ثلاثمائة فارس إلى غَزْنَة [3] .
[وفاة كُنْدُغدي]
قَالَ «ابن الأثير» : [4] وقيل: بل جمع سَنْجَر عساكر كثيرة، والتقى بصاحب سَمَرْقَنْد، وكثُر القْتلُ بين النّاس، وانهزم قدرخان صاحب سَمَرْقَنْد، وأسر، ثمّ قتل.
وحاصر سَنْجَر تِرْمِذ، وفيها كُنْدُغدي، [2] فنزل بالأمان، وأمره بمفارقة بلاده، فسار إلى غَزْنَة، فأكرمه صاحبها علاء الدّولة وبالغ، ثمّ خاف منه كُنْدُغدي [2] ، ثمّ هرب، فمات بناحية هَرَاة [5] .
[تملُّك سَنْجَر بْن محمد على سَمَرْقَنْد]
وأحضر السلطان سَنْجَر محمد بْن سليمان بْن بُغْراخان نائب مَرْو، وملّكه سَمَرْقَنْد، وبعثه إليها. وهو من أولاد الخانيّة بما وراء النّهر، وأُمُّه ابنة [6] السّلطان ملك شاه، وسنجر خاله، فدفع عَنْ مملكة آبائه، فقصد مَرْو، وأقام بها إلى الآن، فعظم شأنُه، وكثرت جموعه، إلّا أنّه انتصب له هاغوابك [7] ، وزاحمه في المُلْك، وجرت لَهُ معه حروب [8] .
__________
[1] في الأصل: «برغش» بالراء، والتصحيح من: الكامل 10/ 348.
[2] في الأصل: «كندغري» .
[3] الكامل في التاريخ 10/ 347، 348، دول الإسلام 2/ 25، 26 (باختصار) .
[4] في الكامل 10/ 348.
[5] الكامل في التاريخ 10/ 348، 349.
[6] في الأصل: «ابنة» .
[7] في الأصل: «صاغوابك» ، وفي: الكامل 10/ 350 «هاغوبك» .
[8] الكامل في التاريخ 10/ 350.

الصفحة 51