كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 34)

[وفاة أرتاش أخي دُقاق]
وقيل: بل لمّا مات دُقَاق أحضر طُغْتِكِين [1] أرتاش أخا دُقَاق من بَعْلَبَكّ، وكان أخوه حَبَسه بقلعتها، فلمّا قدِم سَلْطَنَه طُغْتِكِين، فبقي في المُلْك ثلاثة أشهر، ثمّ هرب سرًّا لأمرٍ توهَّمه من طُغْتِكِين. فذهب إلى بَغْدَوِين [2] الّذي ملك القدس مستنصرًا بِهِ، فلم يحصل منه عَلَى أملٍ، فتوجه إلى العراق عَلَى الرَّحْبة فهلك في طريقه [3] .
[حصن صَنْجيل ومهاجمة ابن عمّار لَهُ]
وأمّا صَنْجيل- لعنه اللَّه- فطال مُقامُه عَلَى طرابلس، حتّى أَنَّهُ بنى [4] عَلَى ميلٍ منها حصنًا صغيرًا [5] ، وشحنه بالرّجال والسّلاح. فخرج صاحب طرابلس ابن عمّار في ذي الحجّة، فهجم أهل الحصن وملكه، وقتل كل من فيه، وهدم بعضه، ودخل البلد بالغنائم منصورًا. وكان بطلًا، شجاعًا، مهيبًا، برز إلى الإفرنج مرّات، وينصر عليهم، وبذل وسعه في الجهاد [6] .
[تخريب المقدّم بزغش حصون الإسماعيلية]
وفيها جمع بزغش [7] مقدّم جيش سنجر عسكرا كثيرا وخلقا من المطّوّعة،
__________
[1] في نهاية الأرب 27/ 74 «طغرتكين» .
[2] في الأصل: «بردوين» ، والمثبت عن الكامل 10/ 376 ونهاية الأرب 27/ 74. ويقصد ببلدوين: بلدوين الأول وهو ملك مملكة بيت المقدس الصليبي (1100- 1118 م) .
[3] في الكامل 10/ 376: «فملكها بكتاش وعاد عنها» ، وفي نهاية الأرب 27/ 75 «بلتاش» ، ومثله في: المختصر في أخبار البشر 2/ 217.
[4] في الأصل: «بنا» .
[5] الألكسياد لأنّا كومينا 169، تاريخ الرهاوي 460.
[6] ذيل تاريخ دمشق 146، مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي (المخطوط) - ج 12 ق 3/ ورقة 264، والمطبوع ج 8 ق 1/ 9، الكامل في التاريخ 10/ 412، المختصر في أخبار البشر 2/ 220، دول الإسلام 2/ 18، الإعلام والتبيين بخروج الفرنج الملاعين، للحريري (مخطوط) ورقة 16 (المطبوع) 15، معجم الألقاب لابن الفوطي ج 4 ق 3/ 265، النجوم الزاهرة 5/ 178، و 188.
[7] في الأصل: «برغش» بالراء.

الصفحة 61