كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 34)

العمائم قد لبسوا السّلاح، فكيف الأجناد؟ وتحيّل لكونه في داره، فنهض وخرج [1] .
فلمّا كَانَ بعد أربعة أيّام استدعى إياز وجَكَرْمِش صاحب المَوْصِل وجماعة وقال: بَلَغَنَا أنّ المُلْك قِلِج أرسلان بن سليمان بن قتلمش قصد ديار بَكْر ليأخذها، فانظروا من يُنْتَدب لَهُ.
فقالوا: ما لَهُ إلّا الأمير إياز.
فطلب إيازًا إلى بين يديه لذلك، وأعدّ جماعةً ليفتكوا بِهِ إذا دخل، فضربه واحدٌ أبان رأسه، فغطّى صدقة وجهه بكُمّه. وأما الوزير فغشي عَلَيْهِ. ولُفّ إياز في مسح، وألقي عَلَى الطّريق. فركب أجناده وشغبوا، ثمّ تفرقوا. وهذا أمر عدّة المزاح، نسأل اللَّه السّلامة. ثمّ أخذه قوم من المطّوّعة، وكفنوه ودفنوه [2] .
وعاش نحو الأربعين سنة.
وكان من مماليك السّلطان ملك شاه. وكان شجاعًا غزير [3] المروءة، ذا خبرة بالحروب.
ثمّ قتلوا وزيره بعد شهرين [4] .
[هلاك صَنْجيل]
وفيها هلك الطّاغية صَنْجيل [5] الّذي حاصر طرابلس في هذه المدّة، وبنى [6] بقربها قلعة [7] وكان من شياطين الإفرنج ورءوسهم. ووصل إلى الشّام
__________
[1] نهاية الأرب 26/ 359، تاريخ ابن خلدون 3/ 493، تاريخ ابن الوردي 2/ 15، 16.
[2] المنتظم 9/ 142، 143 (17/ 90، 91) ، ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 147، الكامل في التاريخ 10/ 387- 389، تاريخ الزمان لابن العبري 127، 128، نهاية الأرب 26/ 359، 360، المختصر في أخبار البشر 2/ 218، تاريخ ابن خلدون 3/ 493 و 5/ 35، مآثر الإنافة 2/ 14.
[3] في الأصل: «عزيز» ، والمثبت عن الكامل، ونهاية الأرب، والمختصر.
[4] الكامل في التاريخ 10/ 389، نهاية الأرب 26/ 390، المختصر في أخبار البشر 2/ 218، تاريخ ابن خلدون 5/ 35.
[5] هو: «ريموند دي سان جيل التولوزي» .
[6] في الأصل: «وبنا» .
[7] ينفرد المؤلّف- رحمه الله- بقوله: «قلعة» ، وفي بقيّة المصادر «حصن» . وقد بدأ ببنائه في سنة

الصفحة 65