كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 34)

ثمّ إنّ الإفرنج راسلوا الزّرّاد أحد المقدَّمين، وكان متسلّمًا برجًا من الوادي، فبذلوا لَهُ مالًا، فعامد عَلَى المسلمين يطلعوا إلى أنّ تكاملوا خمسمائة، فضربوا البوق وقت السَّحَر، ففتح ياغي سيان [1] الباب، وهرب في ثلاثين فارسًا، ثمّ هرب نائبه [2] في جماعة [3] .
[استباحة الإفرنج أنطاكية]
واستُبيحت أنطاكية، فإنا للَّه وإنا إِلَيْهِ راجعون. وذلك في جُمَادَى الأولى من سنة إحدى وتسعين. وأسقط في يد يغيسيان [4] صاحبها، وأكل يديه ندمًا حيث لم يعد ويقاتل عَنْ حُرَمه حتّى يقتل. فلشدة ما لحقه سقط مغشيا عَلَيْهِ، وأراد أصحابه أنّ يُرْكِبُوه، فلم يكن فيه حَيْلٌ يتماسك بِهِ، بل قد خارت قوّته، فتركوه ونجوا. فاجتاز بِهِ أَرمنيّ حطّاب، فرآه بآخر رَمَق، فقطع رأسه، وحمله إلى الإفرنج [5] .
[رواية سبط ابن الجوزيّ]
وقال صاحب «المرآة» : وكثر النّفير عَلَى الإفرنج، وبعث السّلطان بَرْكِيارُوق إلى العساكر يأمرهم بالمسير إلى عميد الدّولة للجهاد.
وتجهّز سيف الدّولة، فمنعه ابن مُزْيَد. فجاءت الأخبار إلى بغداد بأنّ
__________
[ () ] الأرب 28/ 251، دول الإسلام 2/ 19، تاريخ ابن الوردي 3/ 10، الإعلام والتبيين 9.
[1] في الأصل: «سنان» ، والتصحيح من: زبدة الحلب 2/ 130.
[2] في الأصل: «هرب في أمية» .
[3] تاريخ حلب للعظيميّ (تحقيق زعرور) 359 و (تحقيق سويّم) 25، ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 135 و 136، الكامل في التاريخ 10/ 274، 275، تاريخ الزمان لابن العبري 124، زبدة الحلب 2/ 133، 134، نهاية الأرب 28/ 252، دول الإسلام 2/ 19، الإعلام والتبيين 9، الحروب الصليبية لوليم الصوري 1/ 334، 335، أعمال الفرنجة (لمؤرّخ مجهول) 66 وما بعدها، الألكسياد لأنّا كومينا 156.
[4] في الأصل: «يغيسنان» ، وفي البداية والنهاية 12/ 155 «باغيسيان» .
[5] الكامل في التاريخ 10/ 275، تاريخ الزمان لابن العبري 124، نهاية الأرب 28/ 252، 253، المختصر في أخبار البشر 2/ 210، العبر 3/ 330، دول الإسلام 2/ 19، 20، مرآة الجنان 3/ 154، البداية والنهاية 12/ 155، تاريخ ابن خلدون 5/ 20، تاريخ ابن الوردي 2/ 10، النجوم الزاهرة 5/ 146 و 147، الإعلام والتبيين 9، تاريخ الأزمنة 85، الحروب الصليبية لوليم الصوري 359، 360، أعمال الفرنجة (لمؤرّخ مجهول) 70.

الصفحة 9