كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 34)

المُسْتَغِفريّ. تُوُفّي في ذي القعدة بنَيْسابور عَن اثنتين وثمانين سنة. [1] كَانَ مكثِرًا فاضلًا، وغيره أتقن وأحفظ منه.
وقال ابن السّمعانيّ: سألتُ إسماعيل الحافظ عَن الحَسَن السَّمَرْقَنْديّ فقال: إمام حافظ. سمع وجمع وصنَّف.
سمع من: المُسْتَغِفريّ، وعبد الصَّمد العاصمي، وشيوخ بُخاري، وبلْخ، ونيسابور. وأكثر السّماع عَنْهُمْ.
قلت: روى عَنْهُ خلْقٌ من شيوخ عَبْد الرحيم بْن السّمعانيّ.
وقال عُمَر بْن محمد بْن لُقمان النَّسَفيّ في كتاب «القنْد» [2] : ذكر الْإِمَام الحافظ قوامُ السُّنَّة أبو [3] محمد الحَسَن بْن أحمد بْن محمد بْن القاسم بْن جعفر السَّمَرْقَنْديّ اللّوخميتنيّ [4] نزيل نَيْسابور: لم يكن في زمانه في فنّه مثله في الشرق والغرب، لَهُ كتاب «بحر الأسانيد في صحاح المسانيد» ، جمع فيه مائة ألف حديث، ورتَّب وهذّب، لم يقع في الإسلام مثله، وهو ثمانمائة جزء.
وذكر عَبْد الغافر فقال: [5] عديم النظير في حفظه. قدِم نَيْسابور، وسمع ابن مسرور، وأبا عثمان الصابونيّ، والكَنْجَرُوذيّ [6] . وطائفة. وعاد إلي سمرقند. ثمّ قدم نيسابور واستوطنها. وهو مكثر عَن المستغفريّ.
قلت: روى عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن القُشَيْريّ، ومحمد بْن جامع خيّاط الصُّوف، والْجُنَيْد القائنيّ [7] . وأكبر شيخ له منصور [8] الكاغذيّ [9] .
__________
[1] ومولده سنة 409 هـ. (المنتخب) .
[2] هو كتاب: «القند في تاريخ سمرقند» .
[3] في الأصل: «أبي» وهو غلط.
[4] لم أجد هذه النسبة.
[5] ليس في (المنتخب) العبارة التالية (عديم النظير في حفظه) ، وهي في (السياق) .
[6] الكنجروذي: بفتح الكاف وسكون النون وفتح الجيم وضم الراء بعدها الواو وفي آخرها الدال المعجمة. هذه النسبة إلى كنجروذ، وهي قرية على باب نيسابور في ربضها، وتعرّب فيقال لها: جنزروذ. (الأنساب 10/ 479) .
[7] تحرّف في الأصل إلى «العايني» ، والمثبت عن (الأنساب 10/ 36، 37) .
[8] ورّخ المؤلّف الذهبي- رحمه الله- وفاته في سنة 490 هـ. (المعين في طبقات المحدّثين 143) وكذا في شذرات الذهب 3/ 394.
[9] في الأصل: «الكاغدي» بالدال المهملة. والمثبت عن (الأنساب 10/ 326) ففيه: بفتح الغين

الصفحة 91