كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 35)

سنة اثنتين وخمسمائة
[حصار مودود المَوْصِل]
كَانَ السّلطان قد بعث الأمير مودود إلى المَوْصِل فحاصرها مدّة، وانتزعها مِن يد جاولي سقاووا [1] . وكان جاولي قد سار في سنة خمسمائة في المحرَّم منها، قد بعثه السّلطان محمد إلى المَوْصِل والأعمال الّتي بيد جكرمِش، وكان جاولي سقاووا قبل هذا قد استولى عَلَى البلاد الّتي بخوزستان وفارس، فأقام بها سنتين، وعمَّر قلاعها، وظلم وعَسف، وقطع، وشنق، ثمّ خاف جاولي مِن السّلطان، فبعث إليه السّلطان الأمير مودود، فتحصّن جاولي، وحصره مودود ثمانية أشهر، ثمّ، نزل بالأمان ووصل إلى السّلطان فأكرمه، وأمره بالمسير لغزو الفرنج، واقطعه المَوْصِل ونواحيها [2] .
[الحرب بين جاولي وجكرمش]
وكان جكرمش لما عاد مِن عند السّلطان قد التزم بحمل المال وبالخدمة، فلما حصل ببلاده لم يف بما قَالَ، فسار جاولي إلى بغداد ثمّ إلى المَوْصِل، ونهب في طريقه البواريج بعد أن أمّن أهلها، ثمّ قصد إربل، فتجمّع جكرمش في ألْفَين، وكان جاولي في ألف، فحمل جاولي عَلَى قلب جكرمش فانهزم مِن فيه، وبقي جكرمش وحده لَا يقدر عَلَى الهزيمة، فعالج به فأسروه. ونازل
__________
[1] في الكامل في التاريخ: «سقاوو» .
[2] الكامل في التاريخ 10/ 457- 459، التاريخ الباهر 16، 17، تاريخ الفارقيّ 275، تاريخ الزمان لابن العبري 130، تاريخ مختصر الدول 199، كتاب الروضتين 1/ 68، المختصر في أخبار البشر 2/ 223، نهاية الأرب 26/ 369، العبر 4/ 3، تاريخ ابن الوردي 2/ 19، الدّرّة المضيّة 472، تاريخ ابن خلدون 5/ 39.

الصفحة 10