كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 35)

جاولي المَوْصِل فحاصرها وبها زنكي بْن جكرمش، ومات جكرمش أمام الحصار عَنْ نحو ستين سنة [1] .
[تملك قلج أرسلان المَوْصِل]
وأرسل غلمان جكرمش إلى الأمير صَدَقة بْن مَزْيَد وإلى قسيم الدّولة البُرْسُقيّ وإلى صاحب الرّوم قلج أرسلان قُتُلْمِش يستدعون كُلًا منهم ليكشف عَنْهُم، ويسلّمون إِليْهِ المَوْصِل. فبادر قلج أرسلان، وخاف جاولي فترحَّل. وأمّا البُرْسُقيّ شِحنة بغداد فسار فنزل تجاه الموصل بعد رحيل جاولي بيوم، فما نزلوا إِليْهِ، فغضب ورجع، وتملّكها قلج أرسلان، وحلفوا لَهُ في رجب. وأسقط خطبة السّلطان محمد، وتألّف النّاس بالعدل وقال: مِن سعى إلى في أحدٍ قتلتُه [2] .
[منازلة جاولي الرحبة]
وأمّا جاولي فنازل الرَّحْبة يحاصرها، ثمّ افتتحها بمخامرة وأنْهبها إلى الظُّهْر. وسار في خدمته صاحبها محمد بْن سبّاق الشَّيْبانيّ [3] .
[غرق قلج بالخابور]
ثمّ سار قلج أرسلان ليحارب جاولي، فالتقوا في ذي القِعْدة فحمل قلج أرسلان بنفسه، وضرب يد صاحب العِلْم فأبانها، ووصل إلى جاولي فضربه بالسّيف، فقطع الكُزَاغَنْد [4] فقط. وحمل أصحاب جاولي عَلَى الآخرين فهزموهم، فعلم قلج أرسلان أنّه مأسور، فألقى نفسه في الخابور، وحمى نفسه مِن أصحاب جاولي، فدخل بِهِ فَرَسُه في ماءٍ غميق، فغرق، وظهر بعد أيّام، فدُفن ببعض قرى الخابور [5] .
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 457، 458، تاريخ مختصر الدول 198.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 426، 427، (حوادث سنة 500 هـ-.) ، تاريخ مختصر الدول 199.
[3] الكامل في التاريخ 10/ 429 (حوادث سنة 500 هـ-) .
[4] الكزاغند: كلمة فارسية، وهو المعطف القصير يلبس فوق الزّرديّة. ويقابله بالفرنسية) JAQUETTE انظر دوزي. (DOZY ,SUPPLEMENTAUDICT.ARABES:
[5] الكامل في التاريخ 10/ 429، 430 (حوادث سنة 500 هـ-.) ، تاريخ مختصر الدول 199، العبر 4/ 3، مرآة الجنان 3/ 170.

الصفحة 11