كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 35)

[تملُّك جاولي المَوْصِل]
وساق جاولي إلى المَوْصِل، ففتح أهلها لَهُ وتملكها، وكثُر رجاله وأمواله، ولم يحمل شيئًا مِن الأموال إلى السّلطان. فلمّا قِدم السّلطان بغداد لحرب صَدَقة جهّز عسكرًا لحرب جاولي، وتحصّن هُوَ بالموصل وعَسَف وظَلَم، وأهلك الرعيّة [1] .
[دخول مودود المَوْصِل]
ونازل العسكر الموصل في رمضان سنة إحدى وخمسمائة وافتتحوه بمعاملة مِن بعض أهله، ودخلها الأمير مودود، وأمن النّاس، وعَصَت زَوْجَة جاولي بالقلعة ثمانية أيّام، ثمّ نزلت بأموالها [2] .
[أخذ جاولي بالِس]
وأمّا جاولي فإنّه كَانَ في عسكره بنواحي نَصِيبّين. وجَرَت لَهُ أمور طويلة، وأخذ بالِس وغيرها، وفتك ونهب المسلمين [3] .
[وقعة جاولي وصاحب أنطاكية]
ثمّ فارقه الأمير زنكي بْن أقسُنْقُر، وبكتاش النّهاونْديّ، وبقي في ألف فارس، فخرج لحربه صاحب أنطاكية تنكري في ألف وخمسمائة مِن الفرنج، وستّمائة مِن عسكر حلب، فانهزم جاولي لمّا رَأَى تقلّل عسكره، وسار نحو الرحْبة، وقُتِل خلْقٌ مِن الفريقين [4] .
[صفْح السّلطان عن جاولي]
ثمّ سار جاولي إلى باب السّلطان، وهو بقرب إصبهان، فدخل وكَفَنُه تحت
__________
[1] الكامل في التاريخ 10/ 457، 458، تاريخ الزمان 130، تاريخ مختصر الدول 199، العبر 4/ 3.
[2] الكامل في التاريخ 10/ 458، 459، تاريخ مختصر الدول 199.
[3] تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) 364 (تحقيق سويم) 30، الكامل في التاريخ 10/ 459.
[4] الكامل في التاريخ 10/ 464، 465، تاريخ الزمان 131.

الصفحة 12