كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 35)

سنة ثلاث وخمسمائة
[سقوط طرابُلُس بيد الفرنج]
قَالَ ابن الأثير: [1] في حادي عشر ذي الحجّة تملّك الفرنج طرابُلُس، وكانت قد صارت في حكم صاحب مصر مِن سنتين، وبها نائبه، والمدَدُ يأتي إليها، فلمّا كَانَ في شَعْبان وصل أصطول كبير مِن الفرنج في البحر، عليهم رَيْمُنْد بْن صَنْجِيل، ومراكبه مشحونة بالرجال والمِيرة، فنزل عَلَى طرابُلُس مَعَ السّرْدانيّ ابن أخت صَنْجيل الّذي قام بعد موت صَنْجيل، وهو مُنَازِلٌ لها، فوقع بينهما خُلْفٌ وقتال، فجاء تَنْكرِي [2] صاحب أنطاكية نجدةً للسّرْداني، وجاء بغدوين صاحب القدس، فأصلح بينهما، ونزلوا جميعهم عَلَى طرابُلُس، وجدُّوا في الحصار في أوّل رمضان، وعملوا أبراجًا وألْصَقوها بالسّور، فخارت قِوى أهلها وذلّوا، وزادهم ضعفًا تأخّر الأصطول المصريّ بالنَّجدة والمِيرة، وزحفت الفرنج عليها، فأخذوها عَنْوَةً، فإنّا للَّه وإنا إليه راجعون.
ونجا واليها وجماعة مِن الْجُنْد التمسوا الأمان قبل فتحها، فوصلوا إلى دمشق [3] .
__________
[1] في الكامل في التاريخ 10/ 475، 476.
[2] في الكامل: «طنكري» .
[3] انظر عن (سقوط طرابلس) في: تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) 364 (تحقيق سويم) 30، وذيل تاريخ دمشق 163، والكامل في التاريخ 10/ 475، 476، وتاريخ الزمان 132، والأعلاق الخطيرة 2/ ق 1/ 111، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 27، ونهاية الأرب 28/ 264- 267، والمختصر في أخبار البشر 2/ 224، ودول الإسلام 2/ 32، والعبر 4/ 6، وتاريخ ابن الوردي 2/ 20، والدرّة المضية 472، ومرآة الجنان 3/ 172، 173، والبداية والنهاية 12/ 171، والإعلام والتبيين 16 (حوادث 500 هـ.) ، ومآثر الإنافة 2/ 16 و 20، واتعاظ الحنفا 3/ 43، 44، والنجوم الزاهرة 5/ 179، 180، وشذرات الذهب 4/ 6، وتاريخ ابن

الصفحة 16