كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 35)

طُغتِكين أنّ ملك الفرنج كتب إلى طُغتِكين كتابًا فيه: وإنّ أمّة قتلت عميدها، يوم عيدها، في بيت معبودها، لَحَقيق عَلَى الله أن يُبيِدها.
ودُفن مودود في تربة دُقَاق بخانكاه [1] الطّواويس [2] ، ثمّ حُمِل بعد ذَلِكَ إلى بغداد، فدُفن في جوار الإمام أَبِي حنيفة، ثمّ نُقل إلى أصبهان [3] . وتسلّم صاحب سنجار حواصله وحملها إلى السّلطان محمد، فأقطع السّلطان المَوْصِل والجزيرة لأقْسُنْقُر البُرْسُقيّ، وأمره أن يتوافق هُوَ والأمير عماد الدين زنكي ابن آق سنقر، ويتشاوروا في المصلحة لنهضته وشهامته.
[نقل المصحف العثماني إلى دمشق]
وكان بطبريّة مُصْحَف. قَالَ أبو يَعْلَى القلانسيّ [4] : كَانَ قد أرسله عثمان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إلى طبريّة، فحمله أتابك طُغتِكين منها إلى جامع دمشق [5] .
[وفاة الوزير ابن جَهير]
وفيها مات الوزير أبو القاسم عليّ بْن جَهير، ووليّ وزارة الخليفة بعده ربيب الدّين أبو منصور الحسين بْن الوزير أبي شجاع [6] .
__________
[1] الخانكاه: فارسية، وهو رباط الصوفية.
[2] في الإعلام والتبيين 22: «الطواويش» بالشين المعجمة. وعلّق محقّق الكتاب الدكتور مهدي رزق الله أحمد على ذلك فقال: «لعلّه يعني الطواشية، وهو الخصيان الذين استخدموا في الحريم السلطاني، وكانت لهم حرمة وافرة كلمة نافذة» .
أقول: لقد ذهب الدكتور بعيدا. فالصحيح أن اسم الخانكاه: «الطواويس» بالسين المهملة، ويقال: «الطواويسية» . وهي بالشرف الأعلى بظاهر دمشق. انظر: الدارس في تاريخ المدارس 1/ 104 و 282 و 2/ 129، ومنادمة الأطلال 282، وهي معروفة مشهورة بمحلّة البحصة، وجدرانها الغربية إلى طريق الصالحية.
[3] الكامل 10/ 497.
[4] في ذيل تاريخ دمشق 187.
[5] فهو الّذي بمقصورة الخطابة. (دول الإسلام 2/ 35، الإعلام والتبيين 24 (حوادث سنة 522 هـ-.) ، تاريخ الخلفاء 459، 460، أخبار الدول 2/ 167) .
[6] انظر عن (وفاة الوزير ابن جهير) في: المنتظم 9/ 175 (17/ 133) ، الإنباء في تاريخ الخلفاء 207، زبدة النصرة 77، مختصر التاريخ لابن الكازروني 218، المختصر المحتاج إليه 2/ 42، 274، مجمع الآداب، رقم 643، والكامل في التاريخ 10/ 498.

الصفحة 29