كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 35)

فرسخ. ثمّ ردّوا، فتمّموا الغنيمة والأسْر، وأحرقوا كثيرًا مِن النّاس، واشتدّ البلاء، وتبدَّل فرح المسلمين خوفًا وحُزْنًا، لأنّهم رجوا النَّصر مِن عساكر السّلطان، فجاء ما لم يكن في الحساب، وعادت العساكر بأسوأ حال، نعوذ باللَّه مِن الخذْلان [1] .
[موت بُرْسُق وأخيه]
ومات بُرْسُق [2] ، وأخوه زنكي بعد سنة [3] قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا 33: 16 [4] .
[استرداد رفنية مِن الفرنج]
وجالت الفرنج بالشّام، وأخذوا رَفَنية، فساق إليهم طُغتِكين عَلَى غرّة، واستردّ رَفَنيَة، وأسر وقتل [5] .
[اجتماع طُغتِكين بالسلطان]
ثمّ رَأَى المصلحة أن يتلافى أمر السّلطان، فسار بنفسه إلى بغداد بتقادُم وتُحَف للسّلطان والخليفة، فرأى مِن الإكرام والتّبجيل ما لَا مَزِيد عَليْهِ، وشُرّف بالخِلَع [6] ، وكتب لَهُ السّلطان منشورًا بإمرة الشّام جميعه [7] .
وكان السّلطان هذه السّنة قد قِدم بغداد واجتمع بِهِ طُغتِكين في ذي القعدة [8] .
__________
[1] الإعتبار لابن منقذ 90- 92، تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) 367 (تحقيق سويم) 32، الكامل في التاريخ 10/ 510، 511، زبدة الحلب 2/ 174- 176، المختصر في أخبار البشر 2/ 228، 229، دول الإسلام 2/ 37، العبر 4/ 18، تاريخ ابن الوردي 2/ 23، مرآة الجنان 3/ 198، البداية والنهاية 12/ 179، عيون التواريخ 12/ 50.
[2] تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) 367 (تحقيق سويم) 32.
[3] أي سنة 510 كما في الكامل 10/ 511.
[4] سورة الأحزاب، الآية 16.
[5] الكامل 10/ 512، زبدة الحلب 2/ 177، مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 56، المختصر في أخبار البشر 2/ 229، تاريخ ابن الوردي 2/ 23، ذيل تاريخ دمشق 192، تاريخ طرابلس 1/ 489.
[6] الكامل 10/ 514.
[7] دول الإسلام 2/ 37، البداية والنهاية 12/ 179.
[8] المختصر في أخبار البشر 2/ 229.

الصفحة 35