كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 35)

سَمِعَ مِن: أَبِي الوليد الباجي، وجماعة.
ورحل إلى المشرق.
وسمع مِن: أَبِي بَكْر الخطيب، وجماعة.
وكان عالمًا بالنَّحْو والأصُول.
تُوُفّي بسَبْتة [1] .
__________
[1] وقال القاضي عياض: من أهل إشبيلية من بيت الزيديين، الشهير بها في العلم والتقدّم.
استوطن أخيرا سبتة، وكان مدرّسا للنحو والعربية، وله حظ من العلم بالأصول والاعتقاد. وله سماع ورحلة، جال فيها في الحجاز، والعراق، والشام، ومصر، وصقلّيّة، وأخذ بمصر عن ابن فضال، والخشنيّ، وابن باب شاذ، وأبي عمران الصقلي، ومهدي الورّاق، ولقي بها عبد الحق بن هارون الصقلّي. وبمكة الحسين الطبري، وأبا محمد بن جماح السبتي من المجاورية بمكة، وهبة للَّه الضرير المقرئ وليس بصاحب «الناسخ والمنسوخ» ، وأبا محمد النيسابورىّ، وأبا الحسن الصقلي.
وسمع بصور من الشيخ أبي بكر الخطيب الحافظ: وسمع بالأندلس من الدلائي، وأبي الوليد الباجي، وأبي عبد الله بن سعدون القروي، وأبي الليث السمرقندي.
قال القاضي عياض:
حدّثني عن الخطيب بكتاب «المؤتنف في تكملة المؤتلف والمختلف» ، وبكتاب «الفقيه والمتفقه» من تأليفه سماعا منه.
وتوفي بسبتة سنة إحدى وخمسمائة، وكان، رحمه الله، طيّب النفس، تمزاحة، له مع علمه بالعربية مشاركة في غير ذلك من العلوم.
وأخبرنا عن الخطيب أبي بكر ابن ثابت مما أنشده لنفسه في كتابه لأبي القاسم ابن نباتة السعدي ابن عمّ أبي نصر ابن نباتة:
أعاذلتي على إتعاب نفسي ... ورعيي في السّرى روض السّهاد
إذا شام الفتى برق المعالي ... فأهون فائت طيب الرّقاد
(الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع للقاضي عياض، تحقيق السيد أحمد صقر، دار التراث بالقاهرة، والمكتبة العتيقة بتونس 1970- ص 235، 236، والتعريف بالقاضي عياض، لولده محمد، تحقيق د. محمد بنشريفة، الرباط- ص 69) .
وأخبرنا عن أبي بكر الخطيب أنه قال: قيل لبعضهم: بما أدركت العلم؟ قال: بالمصباح والجلوس إلى الصباح. وقال آخر: بالسفر والسهر والبكور في السحر. وأنشد الخطيب في ذلك لأبي محمد طاهر بن الحسين المصري:
صل السعي فيما تبتغيه مثابرا ... لعلّ الّذي استبعدت منه قريب
وعاوده إن أكدى بك السعي مرّة ... فبين السهام مخطئ ومصيب
وأخبرنا قال: حدّثنا أبو بكر الخطيب بسنده إلى محمد بن القاسم بن خلاد أنه أنشد:
العقل رأس خصاله ... والعقل يجمع كلّ خير

الصفحة 51