كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 38)

وقال عَبْد الرحيم بْن السَّمْعانيّ فِي «مُعْجَمه» ، وهو كلام أَبِيهِ على لسان عَبْد الرحيم: كان إماما، فاضلا. عالِمًا، مَهيبًا، وَقُورًا، قصير اليد عن أموال النّاس، غير أنّه كان شديد المَيْل إلى مذهب أهل العذْل، يعني المعتزلة، قرأ والدي عليه جزءا ضخْمًا بجَهْدٍ. وسمعت منه الأوّل من «تاريخ نَيْسابور» بروايته عن مُوسَى بْن عِمْرَانَ، عَنْهُ.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر [1] .
- حرف النون-
83- ناصر بْن سَلْمان بْن ناصر بْن عِمران بْن مُحَمَّد [2] .
أبو الفتح، العلّامة بْن أبي القَاسِم الْأَنْصَارِيّ، النَّيْسَابُوريّ.
قال ابن السَّمْعانيّ [3] : كان إماما، مُناظرًا، بارعا فِي الكلام، حاز قَصَب السَّبق فِيهِ على أقرانه. وصار فِي عصره واحدَ مَيْدانه.
وصنَّف التَّصانيف، وترسَّل من جهة السّلطان سَنْجَر إلى الملوك. مولده سنة تسع وثمانين وأربعمائة.
قال: وكان صاحب أوقاف الممالك، وكان لا يتورَّع عن مال الوقف، ولا عن بيع رِقاب أوقاف المساجد والُّرُبط. وكان يقول: يجب صرفها إليَّ لأنيّ أذبّ عن الدِّين.
سمع: أَبَاهُ، وأبا الْحَسَن المَدِينيّ المؤذّن، والفضل بْن عبد الواحد التّاجر.
__________
[ () ] ساكنا، حسن الطريقة، مشتغلا بالعبادة، لزم الجامع القديم بنيسابور، وكان أكثر أوقاته معتكفا فيه.. فرأت عليه شيئا يسيرا بجهد. ثم لما رحلت بابني أبي المظفّر إلى نيسابور، قرأت عليه جزءا. وقدم علينا مرو في سنة اثنتين وخمسين.
[1] وكانت ولادته في جمادى الأولى سنة خمس وسبعين وأربعمائة بنيسابور.
[2] انظر عن (ناصر بن سلمان) في: التحبير 2/ 337، 338 رقم 1048، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 317، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 65.
[3] في التحبير 2/ 338.

الصفحة 106