كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 38)

ورثاه عُمَارة اليمنيّ بعدَّة قصائد [1] .
ومن شِعْر أبي الغارات:
ومُهَفْهَفٍ ثملِ القوامِ سَرَتْ إلى ... أعطافه النّشواتُ [2] من عَيْنيهِ
ماضي اللّحاظِ كأنَّما سَلَّتْ يدي ... سيفا [3] غداةَ الروع من جَفْنَيهِ
قد قلتُ إذ خطّ [4] العِذارُ بمسكةٍ [5] ... فِي خدّه [6] إلْفَيْهِ لا لامَيْهِ
ما الشَعْر دَبّ [7] بعارِضَيْهِ، وإنّما ... أصْداغُهُ تَقَبّضتْ [8] على خَدَّيهِ
النّاسُ طَوْعُ يدي وَأمري نافِذٌ ... فيهمْ وقلبي الآنَ طَوْعُ يَدَيهِ
فاعْجَبْ لسلطان يعمُّ بعدْلِهِ ... ويجُورُ سلطانُ الغرامِ عليهِ [9]
وله أشعار كثيرة فِي أهل البيت تدلّ على تشيّعه، وسوء مذهبه [10] ، حَتَّى قال الشّريف الجوانيّ: كان فِي نصر المذهب كالسّكَّة المُحْمَاة، لا يفرى فرِيَّة، ولا يُبارَى عَبْقَريَّة، وكان يجمع العلماء من الطّوائف، ويناظرهم على الإمامة.
قلت: وكان يرى القَدَر، وصنَّف كتابا سمّاه: «الاعتماد فِي الرّدّ على أهل العناد» يقرّر فِيه قواعد الرّفْض، وتعظيم بني عبيد [11] .
__________
[1] انظر كتابه «النكت العصرية في أخبار الوزارة المصرية» .
[2] في المغرب: «الفترات» .
[3] في ديوان ابن رزّيك، وخريدة القصر: «سيفي» ، والمثبت يتفق مع: المغرب في حلى المغرب.
[4] في المغرب: «إذ كتب» .
[5] في المغرب: «بخدّه» .
[6] في المغرب: «في ورده» .
[7] في المغرب: «لاح» .
[8] في الديوان، والخريدة: «نفضت» .
[9] ديوان ابن رزّيك 74، خريدة القصر (شعراء مصر) 1/ 177، وفيات الأعيان 2/ 526، 527، والمغرب في حلى المغرب 219، 220.
[10] المغرب: 222.
[11] زاد المؤلّف- رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 20/ 399) : «ولقد قال لعليّ بن الزّبد لما ضجّت الغوغاء يوم خلافة العاضد وهو حدث: يا عليّ، ترى هؤلاء القوّادين دعاة الإسماعيلية يقولون: ما يموت الإمام حتى ينصّها في آخر، وما علموا أني من ساعة كنت أستعرض لهم خليفة كما أستعرض الغنم!» .

الصفحة 198