روى عَنْهُ: تميم البَنْدَنِيجي، والْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد القاهر، وأبو بَكْر عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد المقرئ، وسالم بْن صَصْرَى، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل الطّبّال، وجماعة. وكان شاعرا يمدح الرؤساء، وَلَهُ:
تركتُ القريضَ لمن قالَهُ ... وجُودَ فلان وأفضالَهُ
وتبت من الشّعر لمّا رَأَيْت ... كساد كساد القريض وإهمالَهُ
وعدتُ إلى منزلي واثقا ... بربٌ يرى الخلْق سوالَهُ
تُوُفي فِي رَمَضَان وَلَهُ أربعٌ وتسعون سنة.
351- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن طاهر [1] .
أَبُو بَكْر الْأَنْصَارِيّ، الإشبيليّ، النّحويّ. ويُعرف بالخِدَب [2] .
أخذ العربيّة عَن: أَبِي القاسم بْن الرّمّال، وأبي الْحَسَن بْن مُسْلِم.
وسادَ أهل زمانه فِي العربيّة، ودرّس فِي بلادٍ مختلفة. وكان قائما على «كِتَاب سيبوَيْه» ، وَلَهُ عليه تعليق سمّاه «الطُّرر» ، لم يُسبق إلى مثله.
وكان يتعانى التّجارة، فدخل مدينة فاس وأقرأ أهلها مدَّة.
أخذ عَنْهُ: أَبُو ذَرّ الخُشَنيّ، وأبو الْحَسَن بْن خَرُوف.
وحجّ، وأقرأ بمصر، وحلب، والبصْرة، ثم رجع. واختلط عقله فأقام ببجاية وربّما ثاب إليه عقل فيتكلّم فِي مسائل أحسن ما يكون. ذكره الأبّار [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار، 803، والوافي بالوفيات 2/ 113، 114 رقم 448، وبغية الوعاة 1/ 12، وتاريخ الخلفاء 457، والمقفى الكبير 5/ 182، 183 رقم 1733، ولسان الميزان 5/ 48 رقم 184، وكشف الظنون 213، ومعجم المؤلفين 8/ 271.
[2] الخدبّ: ضبطه الصفدي فقال: بكسر الخاء المعجمة والدال المهملة المفتوحة والباء الموحّدة المشدّدة. وهو الرجل الطويل.
[3] في التكملة. وقال: وأقسم أنه يقرئ كتاب سيبويه بالبصرة حيث وضعه سيبويه، فأقرأه بها.
وأنشد له أبو محمد المنذري من قصيدة طويلة يمدح بها السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب: -