كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 44)

كَانَ أَبُوه يُحبه، حَتَّى إِنَّهُ خلع أخاه أَبَا نصر مُحَمَّدًا، وجعل هَذَا وليَّ العهد، وَكَانَ شابّا فلم يُمَتَّع، ومات في ذي القِعْدَة.
ومن غريب الاتّفاق ما ذكر أَبُو المظفّر ابن الْجَوْزيّ [1] ، قَالَ: دخل يوم الْجُمُعة رأس منكلي (مملوك السُّلْطَان أُزبك الَّذِي كَانَ قد عصى عَلَى أُستاذه وَعَلَى الخليفة وقطع الطّريق وقتل ونهب، ثُمَّ جُهِّزت إِلَيْهِ العساكر فظفروا بِهِ بقرب همذان، فانكسر وقُتلت أصحابه، ونُهبت أثقاله وهرب ليلا، ثُمَّ قُتل وحُمل رأسه إلى أُزبك، فبعث بِهِ إلى الخليفة) [2] ، فأُدخل بَغْدَاد، وزُينت بَغْدَاد، فَلَمَّا مرُّوا بِهِ عَلَى باب درب حَبيب، وافق تِلْكَ السّاعة وفاة عَليّ هَذَا، فوقع الصُّراخ والنُّوح، وانقلب الفرح مأتما، وأمرَ الخليفة بالنِّياحة عَلَيْهِ في نواحي بَغْدَاد، وفرشوا البواري والرّماد، ولطم النّسوان، وغُلقّت الْأسواق والحمّامات. وخلّف ولدين صغيرين:
الحُسَيْن وَيَحْيَى.
قُلْتُ: وجزعَ النّاصر لموته وَسَمِعَ النَّاس بكاءه وصُراخه عَلَيْهِ، وعُمل لَهُ مأتم ببَغْدَاد لم يسمع بِمِثْلِهِ من الْأعمار، وأقامت لَهُ الملوك الْأعْزية في بُلدانهم، ورثَتْه الشّعراء.
96- عَليّ بن حُمَيْد [3] .
__________
[1] في مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 572، 573.
[2] ما بين القوسين ليس في المطبوع من المرآة.
[3] انظر عن (علي بن حميد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 340 رقم 1417، وجذوة المقتبس 22، وسير الأولياء في القرن السابع الهجريّ لصفي الدين الأزدي 48، ونهاية الأرب للنويري 29/ 70، والدر المطلوب لابن أيبك 181، والإشارة إلى وفيات الأعيان 320، والإعلام بوفيات الأعلام 252، والعبر 5/ 42 وفيه «أبو الحسن بن الصباغ» ، ودول الإسلام 2/ 116، وسير أعلام النبلاء 22/ 85 رقم 41، وتذكرة الحفاظ 4/ 1389، ومرآة الجنان 4/ 24 26، والوافي بالوفيات 21/ 77، 78 رقم 40، والعسجد المسبوك 2/ 351، 352، والطالع السعيد للأدفوي 383- 387 رقم 299، والنجوم الزاهرة 6/ 214، 215 وفيه: «علي بن الصباغ بن حميد» ، وحسن المحاضرة 1/ 245 وفيه وفاته سنة 613 هـ، وبغية الوعاة 2/ 295، والقلائد للتادفي 130، 131، وشذرات الذهب 5/ 52، 53، وجامع كرامات الأولياء للنبهاني 2/ 163، وطبقات المناوي (خاص) ورقة 243 ب.

الصفحة 116