كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 45)

120- عليّ بن أبي الكَرَم نصرُ [1] بن المبارك بن أبي السَّيِّد بن مُحَمَّد.
أبو الحَسَن، الواسطيّ، ثمّ البَغْداديُّ، ثمّ المكّيّ المَوْلِد والدَّار، الخلّال، المعروف بابن البَنَّاء.
راوي «جامع» التِّرْمِذِيّ عن أبي الفَتْح الكَرُوخيّ.
حدَّث بمكّة، والإسكندرية، ومصرَ، ودمياط، وقوص، وسَمِعَ منه هذا الكتابَ خلْقٌ كثير. وهُوَ آخِرُ من رواه عن الكَرُوخيّ، وسماعه صحيح.
قال ابن نُقْطَة [2] : ذَكَرَ لي أنَّه وقعَ لَهُ نحوا من ثلثه بخطِّ الكَرُوخيّ. وهُوَ شيخٌ فقير عامّيّ، سألتُه أن أقرأ عليه، فقال: اقرأ ما شئتَ، وقد أجزتُ لك ولِولدك لكن لا أكتب لك خطِّي، فقرأتُ عليه في سَنَةِ خمس عشرة حديثا
__________
[ () ] كان لا يتصدّى للإقراء، ولقد سألته في ذلك، وخضعت إليه بكل وجه فلم ينقد لذلك، ولا يكاد أحد يراه جالسا وإنما هو في جميع أوقاته قائم على رجله في النظامية، ولو جلس للإقراء لأحياء علوم الأدب ولضربت إليه آباط الإبل في الطلب.
بلغني أن مولده سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
من شعره:
فؤاد معنّى بالعيون الفواتر ... وصبوة باد مغرم بالحواضر
سميران ذادا عن جفون متيّم ... كراها وباتا عنده شرّ سامر
وله:
لمن غزال بأعلى رامة سنحا ... فعاود القلب سكر كان منه صحا
مقسّم بين أضداد فطرّته ... جنح وغرّته في الجنح ضوء ضحا
(معجم الأدباء) .
[1] انظر عن (علي بن أبي الكرم نصر) في: التقييد لابن نقطة 417 رقم 557، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 140، 141 رقم 2021، وإنباه الرواة 2/ 323، والمعين في طبقات المحدّثين 192 رقم 2043، والإشارة إلى وفيات الأعيان 326، والإعلام بوفيات الأعلام 256، ودول الإسلام 2/ 127، والعبر 5/ 90، وسير أعلام النبلاء 22/ 247، 248 رقم 135، والعقد الثمين 6/ 271، والوافي بالوفيات 22/ 272، والنجوم الزاهرة 6/ 63، وحسن المحاضرة 1/ 177، وشذرات الذهب 5/ 101.
[2] العبارة في (التقييد 417) تختلف عمّا هنا، وهي:
«وسألته فأخرج إليّ خط أبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، وقد أثبت له أنه سمع منه جميع كتاب الجامع لأبي عيسى الترمذي، وكتاب العلل الّذي في آخره، وهو ثبت صحيح، وسمعت منه حديثا واحدا وسألته الإجازة لي ولابني أبي موسى ولأخته، فتلفّظ لنا بها، ثم عدت في سنة عشرين وستمائة وهو في الأحياء، وقرئ عليه بمكة الكتاب في هذه السنة فسمعه منه جماعة، وقرأت لهم بعضه، وسماعه صحيح» .

الصفحة 121