كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 45)

النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ رَأَى هِلالَ ذِي الْحَجَّةِ، فَأَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلا يَأْخُذْ مِنْ شَعْرِهِ، وَلا مِنْ أَظْفَارِهِ حَتَّى يُضَحِّيَ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ [1] . تُوُفّي في حادي عشر صفر بحَرَّان. وقَدِمَ دمشق رسولا سَنَة ستمائة، فحدَّث بها [2] .
135- محمد بن صَدَقَة [3] .
أبو عليّ، الخطَّاط، المعروف بالخَفَاجيّ، الشاعر.
مدح النّاصرَ لدين الله، وغيرَه. وعاش إحدى وخمسين سَنةَ. ومات في شَوَّال ببغداد.
فمن شِعره:
ضَعُفَ الشَّقيُّ بِكُم لِقُوَّة دائِه ... وأَذَلَّه في الحُبِّ عِزُّ دَوائِه
أضحى يُعَالِجُ دُونَ رَمْلَيْ عَالِج ... حُرَقًا مِنَ الأشواقِ حَشْوَ حَشَائِه
لَمْ يَقْضِ مِنْ دُنياه بَعْضَ دُيونه ... وغَرامه في العَذْلِ من غرمائه
لم أنسه إذ زار زوارا والدُّجى ... مُتَلَفِّتٌ والصُّبْحُ مِن رُقَبائِه
رَشْأ إذَا حَاوَلْتَ مِنْه نَظْرَةً ... وَدِّعْ فُؤَادَكَ قَبْلَ يَوْمِ لِقَائِه
قَسَم الزّمانُ على البَرِيَّةِ حُبَّه ... شَطْرَيْنِ بين رجاله وَنِسَائِه
يا عَاذِلَ المُشْتَاقِ كُفَّ ولا تَلُمْ ... مَنْ بَاعَ فِيهِ نَعِيمَه بِشَقَائِه
فَالصَّبْرُ يَغْدِرُ بِالمُحِبِّ وشوقه ... أبدا يقومُ لَهُ بِحُسْنِ وَفَائِهِ
136- محمدُ بْن ظافر [4] بْن عَلِيّ بْن فتوح بْن حسين. أبو عبد الله، ابن
__________
[1] في صحيحه (1977) (41) وأخرجه من طريق شعبة النسائي 7/ 211، والترمذي (1523) وابن ماجة (3150) ، وأخرجه مسلم (1977) (42) وأبو داود (2791) والنسائي 7/ 212 من طريق عمرو بن مسلم به، وأخرجه أيضا مسلم (1977) (39) و (40) والشافعيّ في مسندة، 1/ 395، وابن ماجة (3149) والنسائي 7/ 212، والبغوي في «شرح السنة» (1127) من طريق سعيد بن المسيب به.
[2] أورد له ابن المستوفي أبياتا مع رسالة نثرية بعث بهما إلى صاحب إربل أبي سعيد كوكبوري ابن علي بن بكتكين، وأبياتا أخرى أنشدها لنفسه. (تاريخ إربل) .
[3] انظر عن (محمد بن صدقة) في: عقود الجمان لابن الشعار 6/ ورقة 83، والوافي بالوفيات 3/ 159، 160 رقم 1121.
[4] انظر عن (محمد بن ظافر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 166، 167 رقم 2083، وتاريخ

الصفحة 135