كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 45)

173- خَزْعَلُ بن عسكر [1] بن خليل. العَلَّامة، تقيّ الدِّين، أبو المجد، الشَّنائيّ، المِصْريّ، المقرئ، النَّحْويّ، اللُّغَوِيُّ، نزيل دمشق.
ذكر أنّه سَمِعَ من السِّلَفيّ، وأنَّه دخل بغدادَ، وقرأ على الكمال عبد الرحمن الأَنباريّ أكثرَ تصانيفه، وعند عَوْدِه أخذ في الطّريق، وراحت كُتُبُه.
أقرأ القرآن بالقدس مُدَّة، ثمّ سَكَنَ دمشق، وصار إمامَ مشهدِ عليّ. وكان يَعْقِدُ الأنكحة، ويُشغل في العزيزية.
قال أبو شامة [2] : قرأتُ عليه عروض النَّاصح ابن الدّهّان، أخبرني به عن مصنِّفه. وكان يحثُّني على حفظِ الحديث، والتَفقّه فيه خصوصا «صحيح مُسْلم» . ويقول: إنَّه أسهلُ من حفظ كتب الفقه وأنفع- وصَدَقَ-، ويحثّ على مسح جميع الرأسِ احتياطا، وقد بحث فيه، فأعجبني، واستقرّ في نفسي، فما أعلمُ أنّي تركته بَعْد. وكان لا يَرُدُّ سائلا أصلا، ورُبّما جاءه فيقولُ: اقعد، فما جاء، فهو لك.
وكان عندَ الطّلاق لا يأخذ مِن أحد شيئا. وكان ذا مُروءةٍ تامّة، رحمه الله.
وقال ابن الحاجب: أُقْعِدَ في آخر عمره، وتمرَّض، وازدحمت عليه الطّلبة. وقال لي: وُلِدْتُ فيما أظنّ سَنةَ سبْعٍ وأربعين بالإِسكندرية. وكان أعلمَ النّاس بكلام العرب [3] .
__________
[1] انظر عن (خزعل بن عسكر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 184، 185 رقم 2114، وذيل الروضتين 149، وإنباه الرواة 1/ 353 رقم 241 وفيه وفاته 620 هـ-) ، وبغية الطلب (المصوّر) 7/ 285 رقم 1021، وتاريخ إربل 1/ 337، والإشارة إلى وفيات الأعيان 327، وسير أعلام النبلاء 22/ 181 رقم 121، والوافي بالوفيات 13/ 309 رقم 379، والمقفى الكبير 3/ 786 رقم 1390، والنجوم الزاهرة 6/ 266، وتاريخ ابن الفرات 10/ ورقة 83، وبغية الوعاة 1/ 550.
[2] في ذيل الروضتين 149.
[3] من شعره:
يقولون أنشدنا من الشعر قطعة ... فقلت: أمثلي ينشد السادة الشعرا؟
ومن كان مثلي في الحضيض محلّه ... أينشد شعرا من علا قدره الشعرى؟
(تاريخ إربل 1/ 337) .

الصفحة 152