كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 46)
قاضي القضاة، بهاءُ الدّين، أَبُو المحاسِن وأَبُو العِزِّ، الأَسَدِيّ، الحلبيُّ الأصلِ، المَوْصِليّ المولدِ والمَنْشَأ، الشافعيّ، الفقيهُ، المعروف بابن شدّاد.
وُلِد فِي رمضان سنة تسع وثلاثين وخمسمائة.
وحَفِظَ القرآن. ولَزِمَ أَبَا بَكْر يحيى بْن سعدون القرطبي فقرأ عليه القراءات والعربية، وسمع منه ومن مُحَمَّد بْن أسعدَ حَفَدةِ العَطَّاريّ، وابن ياسر الجيّانيّ، وأَبِي الفضل خطيبِ المَوْصِل، وأخيه عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد، والقاضي أَبِي الرِّضا سعيدِ بْن عَبْد اللَّه بْن القاسم الشّهْرُزُوريّ، وأَبِي البركات عَبْد اللَّه بْن الخَضِر ابن الشّيرجيّ الفقيِه، ويحيى الثَّقفيّ. وببغدادَ من شُهْدةَ الكاتبة، وأَبِي الخير أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل القَزْويني.
وتفقّه، وتفنَّنَ، وبَرَعَ فِي العلم.
وحدَّث بمصرَ، ودمشق، وحلبَ.
روى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الفاسيُّ المقرئُ، والزّكيُّ المنذريُّ، والكمالُ العَدِيميّ، وابنهُ المجد، والجمال ابن الصابونيّ، والشهابُ القُوصيّ، ونصر اللَّه وسعدُ الخير ابنا النابُلُسيّ، والشهابُ الأبَرْقوهيّ، وأَبُو صادقٍ مُحَمَّد بْن الرشيد العطارُ، وسُنْقُر القضائيّ، وجماعةٌ. وبالإجازة قاضي القضاة تقيُّ الدّين سُلَيْمَان، وأَبُو نصر محمد بن محمد ابن الشيرازيّ، وجماعة.
وكان- كما قال عمر ابن الحاجب-: ثقة، حجة، عارفا بأمورِ الدّين، اشتَهَر اسمُهُ، وسارَ ذكرهُ. وكانَ ذا صلاحٍ وعبادةٍ. وكانَ فِي زمانه كالقاضي أَبِي يوسف فِي زمانةِ. دَبَّر أمورَ المُلك بحلبَ، واجتمعتِ الألْسُنُ على مدحه. وأنشأ
__________
[ () ] الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 51 (8/ 360- 362، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 170 أ، ب، والبداية والنهاية 13/ 143، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 79، 80، ونزهة الأنام لابن دقماق، ورقة 18، وغاية النهاية 2/ 395، 396، وذيل التقييد 2/ 321 رقم 1716، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 427، 428 رقم 398، والأنس الجليل 2/ 447، والنجوم الزاهرة 6/ 292، وشذرات الذهب 5/ 158، 159، والأعلام 9/ 306، وكشف الظنون 125، 759، 1015، 1275، 1739، 1816، 1898، وهدية العارفين 2/ 553، 554، وإيضاح المكنون 2/ 681، وفهرس المخطوطات المصوّرة 2/ 11 و 3/ 328، ومعجم المؤلفين 13/ 299، 300.
الصفحة 134