كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 46)

قَالَ سعدُ الدّين ابن شيخ الشّيوخ- وأجازَهُ لنا-: فيها وصلت الأخبارُ من مصر بأنّ فيها وباء عظيما، بحيثُ إنّه مات فِي شهر نيَّفٍ وثلاثون ألف إنسان [1] .
ثمّ ساق كيفيّة حصار الكامل لحرَّان. وقُتِلَ عليها عددٌ من المسلمين.
وزَحَفَ عليها الكاملُ والأشرفُ مرّات، وجُرِحَ خلقٌ كثيرٌ. ثمّ أخذها بالأمانِ من نوّاب صاحبِ الروم وأخذَهم فِي القيودِ، وجَرَتْ أمورٌ قبيحة جدّا.
[آمرية مائة فارس بدمشق]
وفي رمضان كَانَ الملكُ الكامل بدمشق نازلا فِي دار صاحب بَعْلبكَّ الّتي داخلَ بابِ الفَراديس، فأعطى آمريَّة مائة فارس للصّاحب عمادِ الدّين عمر ابن الشَّيْخ.
[منازلة صاحب الروم حَران وآمد]
وفي آخر السّنة حَشَدَ صاحبُ الروم وجمعَ ونازلَ حرّان وآمِدَ، وتعثَّرت الرعيّة بينه وبين أولاد العادل، نسألُ اللَّه اللُّطف. ثمّ جَرَت أمورٌ [2] .
[أخذ الفرنج قُرْطُبَة]
وفيها أخذت الفرنجُ- لعَنهم اللَّه- قُرْطُبَة بالسّيف، واستباحوها، فقال لنا أَبُو حيّان [3] : توفّي ابن الربيع [4] بإشبيليّة بعد استيلاءِ النّصارى عَلَى شرقيّ قرطبة سنة ثلاث وثلاثين.
__________
[ () ] ومفرّج الكروب 5/ 109، 110، وزبدة الحلب 3/ 220، وتاريخ مختصر الدول 249، وتاريخ المسلمين لابن العميد 141، والدرّ المطلوب 315، وتاريخ ابن الوردي 2/ 161، ومرآة الجنان 4/ 84، والبداية والنهاية 13/ 144، والسلوك ج 1 ق 1/ 251، والنجوم الزاهرة 6/ 293، وتاريخ ابن سباط 1/ 309.
[1] انظر عن الوباء بمصر في: السلوك ج 1 ق 1/ 250.
[2] انظر خبر صاحب الروم في: الحوادث الجامعة 51 (حوادث سنة 634 هـ) .
[3] يعني: أثير الدين أبا حيّان الغرناطي النحويّ المفسر المشهور.
[4] هو أبو سليمان ربيع بن عبد الرحمن بن ربيع القرطبي.

الصفحة 15