كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 46)

سنة خمس وثلاثين وستمائة
[اختلاف الخوارزمية عَلَى الصالح أيوب]
فيها اختلفتِ العساكُر الخُوارزميَّة الذين من جيش [1] الصّالح نجم الدّين أيّوب عَلَيْهِ، وهمُّوا بالقبضِ عَلَيْهِ، فهربَ إلى سنْجار، وتركَ خزائنه فنهبتها الخُوارزميَّة. فلمَّا صار فِي سنجار، سارَ إِلَيْهِ بدرُ الدّين صاحبُ المَوْصِل وحاصَرَه. فطلبَ منه الصُّلح فأبى. فبعثَ الملكُ الصالحُ قاضي سِنجار بدر الدّين وحلق لِحيتَهُ ودلَّاهُ من السُّورِ، فاجتمع بالخُوارزميَّةِ وشَرَطَ لهم كُلَّ ما أرادوا.
فساقوا من حرّان بسرعة فكبسوا بدر الدّين، فهربَ عَلَى فرسِ النَّوبة، وانتهبوا خزائنه وثقله، واستَغْنَوْا [2] .
[أخذ صاحب حمص عانة]
وفيها أخذ أسدُ الدّين صاحب حِمْص عانة من صاحبها صُلْحًا، واحتوى عليها، وجعل لَهُ بها واليا من البلد [3] .
[دخول عساكر الأمراء بغداد]
وفيها وصلَ إِبْرَاهِيم بْن الأمير خضِرِ بْن السُّلطان صلاح الدّين إلى بغداد في
__________
[1] في الأصل بخط المؤلّف: «حيث» والتصحيح من السياق، حيث كان نجم الدّين استمال الخوارزميّة بعد وفاة كيقباذ واستخدمهم، وقد أذن له أبوه الكامل بذلك.
[2] انظر خبر الخوارزمية في: مفرّج الكروب 5/ 190، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 704، والمختصر لأبي الفداء 3/ 162، ونهاية الأرب 29/ 232، 233، والدرّ المطلوب 330، والمختار من تاريخ ابن الجزري 166، ودول الإسلام 2/ 138، والعبر 5/ 141، وتاريخ ابن الوردي 2/ 166، ومرآة الجنان 4/ 86، 67، والبداية والنهاية 13/ 150، والسلوك ج 1 ق 2/ 270، والنجوم الزاهرة 6/ 299، 300، وتاريخ سباط 1/ 315.
[3] انظر خبر عانة في: المختار من تاريخ ابن الجزري 166، والعسجد المسبوك 2/ 481، والحوادث الجامعة 54.

الصفحة 20