كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 46)

سنة أربعين وستمائة
[تجهيز جيش مصر لقصد الشام]
فيها عَزَمَ الصّالح صاحبُ مصر عَلَى قصدِ الشّام، فقيل لَهُ: البلادُ مختلفةٌ، فجهَّزَ الجيشَ وأقام [1] .
[الوقعة بين صاحب ميّافارقين وعسكر حلب]
وفيها كانت وقعةٌ هائلةٌ بين صاحب ميَّافارقين شهاب الدين وبين عسكر حلب. كانت الخَوارَزميّة قد خرَّبوا بلاد المَوْصِل وقُراها ومارِدينَ. وحَلَّفوا لصاحب ميَّافارقين وحَلَّفَ لهم، ووافقهم صاحبُ مارِدين. فجمع صاحبُ ميَّافارقين الخانات، وهم مقدَّمو الخَوارَزميّة وشاوَرَهم، فقال: لَا بُدَّ من تخريب بَلَد المَوْصِل، وقالوا هُمْ: لَا بُدَّ من اللّقاء. فلمّا كَانَ فِي المحرَّم رَكِبوا وطلَّبوا من جبلِ مارِدين إلى الخابور. وساقوا إلى المَجْدَل، ووقف الخانات مَيْمنةً ومَيْسرة، وغازي صاحب ميَّافارقين فِي القلب. وأقبلَ عسكر حلب فصَدَموا صدمة رَجُل واحد، فانهزمت الخَوارَزميّة، ورَكِبَ الحلبيون أقفيتهم أسرا وقَتْلًا، ونَهَبوا أثقالَ غازي وعساكره، وأغنام التُّركمان ونساءهم. وكانوا خَلْقًا، وأبيع الفرسُ بخمسة دراهم، والشّاةُ بدرهمٍ، ونُهِبَت نَصيبينُ وسُبِيَ أهلُها. وقد نُهَبِت قبلَها مرارا من المَوَاصِلة والخَوارَزميّة. ثمّ فعلوا كذلك برأس العين والخابور. وجرت قبائح [2] .
__________
[1] مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 738، نهاية الأرب 29/ 330، المختار من تاريخ ابن الجزري 181، البداية والنهاية 13/ 161.
[2] انظر خبر الموقعة في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 738، والمختصر في أخبار البشر 3/ 170، 171، ونهاية الأرب 29/ 300، 301، ومفرّج الكروب 5/ 310، 311، والمختار من تاريخ ابن الجزري 182، ودول الإسلام 2/ 145، والبداية والنهاية 13/ 161، والعسجد المسبوك 2/ 506، وزبدة الحلب 3/ 262- 265، وتاريخ المسلمين 154، والدرّ المطلوب 350، وتاريخ ابن خلدون 5/ 357، والسلوك ج 1 ق 2/ 311، وتاريخ ابن سباط 1/ 327.

الصفحة 47