كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 46)

الْإمَام، نجم الدّين، أَبُو البقاء، التَّفليسيُّ، الصُّوفيّ.
حدّث عن أبي الفرج ابن الْجَوْزيّ، وغيره.
وكان صوفيّا جليلا، معظَّمًا، نبيلا، لَهُ معرفةٌ بالفقه، والأصول، والعربية، والأخبار، والشعر، والسُّلوك. وكان صاحب رياضات ومجاهدات. وكان من كبارِ أصحاب الشَّيْخ شهاب الدين السُّهْرَوَرْدِي وأذِنَ له أن يُصْلِح ما رَأَى فِي تصانيفه من الخللِ.
قَدِمَ دمشقَ وكان شيخ الأسدية [1] ، وشيخ المُنَيْبع. وله كلام فِي التّصوّف، وشعرٌ حَسَن.
قَالَ أَبُو شامة [2] : كَانَ كبيرَ المحلَّ، حسن الأخلاق، مشتغلا بعملي الشريعة والحقيقة.
وقال المنذريُّ [3] : قَدِمَ مصرَ رسولا من الديوان العزيز، ولم يتّفق لي الاجتماعٌ بِهِ.
قلتُ: وهو مليحُ الكتابة، نسخ الأجزاء، وعُنيّ بالرواية سنة نيَّفٍ وعشرين، وسَمَّعَ ولدهُ.
وولد سنة خمسٍ وسبعين وخمسمائة. وتُوُفّي فِي سابع جُمَادَى الأولى.
روى عَنْهُ الجمال ابن الصابونيّ، وبالإذن البهاء ابن عساكر [4] .
__________
[ () ] الروضتين 162 وفيه: «ناوان» بالنون، وتاريخ إربل 1/ 258- 270 رقم 156، والإشارة إلى وفيات الأعيان 333، والنجوم الزاهرة 6/ 286.
[1] هي الخانقاه الأسدية (الدارس 2/ 139) .
[2] في ذيل الروضتين 162.
[3] في التكملة 3/ 366.
[4] أنشد في أبي طالب المكيّ مؤلّف «قوت القلوب» في 15 ربيع الآخر سنة 612:
سقى الله ترب أبي طالب ... من السلسبيل بمزن سكوب
وجازاه بالفضل أسنى الجزاء ... على حسن تأليف «قوت القلوب»
لقاه نضرة دار النعيم ... وأسكنه في جوار الحبيب
كما ضمّن «القوت» سرّ العلوم ... وأودعه كلّ معنى عجيب
إشارته من وراء العقول ... وأسراره من مطاوي الغروب

الصفحة 58