كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 46)

وقد كَانَ فِي الآخر يطلبُ عَلَى السماع أجْرًا، ويُصَرِّحُ بِهِ. فسمِعَ عَلَيْهِ جماعةٌ كتاب «الدّارِميّ» وكتاب «ذمِّ الكلامِ» وعند إنهائه قَالُوا: قد بَقِيَ منه شيء إلى غدٍ أو نعطيك شيئا؟ ثمّ لم يعودوا إِلَيْهِ، فكان يشتمهم وينالُ منهم.
قلت: ماتَ فِي أول ربيع الأوّل.
[حرف السين]
24- سعيدُ بْن أَبِي المظفَّر [1] ، البَنْدَنيجيُّ.
عُرِفَ بابن عُفَيْجة.
سَمِعَ من عَبْد الحقِّ.
ومات فِي جُمَادَى الأولى.
25- سُلَيْمَانُ بْن مظفَّر [2] بْن غنائم.
الإمامُ رضيُّ الدّين، أَبُو دَاوُد، الجيليُّ، الشّافعيُّ.
تفقَّه ببغداد بالنظاميّة، ودرَّسَ، وأفتى، وصنَّف، وبَرَعَ فِي المذهب.
وحدَّث بالإجازة عن الْإمَام النّاصر لدين اللَّه.
وتفقَّه عَلَيْهِ جماعةٌ كثيرة، ونُدِبَ إلى مشيخة الرباط الكبير فامتنع. وطُلِبَ للقضاء فامتنع.
قَالَ القاضي شمس الدّين ابن خلِّكان [3] : كَانَ من أكابر فُضلاءِ عصره.
وصنَّف كتابا فِي الفقه يدخل فِي خمس عشرة مجلّدة. وعرضت عليه المناصب،
__________
[1] انظر عن (سعيد بن أبي المظفر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 366 رقم 2528.
[2] انظر عن (سليمان بن مظفر) في: التكملة لوفيات النقلة 3/ 362 رقم 2515، والمختار من تاريخ ابن الجزري 154، وسير أعلام النبلاء 22/ 370 رقم 235، وطبقات الشافعية للأسنوي 1/ 376، 377 وفيه: «سلمان» ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 56 (8/ 148) ، وطبقات الشافعية الوسطى، ورقة 188 ب، والبداية والنهاية 13/ 141 وفيه: «أبو سلمان بن المظفر» وهو وهم، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 166 أ، والوافي بالوفيات 15/ 428 رقم 580، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 78، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 404، 405 رقم 373، وكشف الظنون 1/ 489، ومعجم المؤلّفين 4/ 276.
[3] ذكره في ترجمة شرف الدّين ابن منعة (1/ 109) .

الصفحة 65