كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 46)

تُوُفّي فِي المحرَّم عن اثنتين وثمانين سنة.
29- طُغْريل [1] ، الأمير الكبير شهابُ الدّين.
أتابَك السلطان الملك العزيز صاحبُ حلب، ومدبِّر دولته.
كَانَ خادما، رئيسا، من كبار الأمراء الظّاهرية. لمّا تُوُفّي أستاذُه، قام بأمرِ ولده الملكُ العزيز أتمَّ قيام. وحَفِظَ عَلَيْهِ البلاد، واستمالَ الملكَ الأشرف حتّى أعانهم ودافَعَ عنْهُم.
وكان طُغريلُ صالحا، ديِّنًا، صاحب ليلٍ وبكاءٍ. وكان كثيرَ الصّدقات، وافرَ الخيرات. كَان الملكُ الأشرف يَقُولُ: إن كَانَ للَّه فِي الأرض وليُّ، فهو هذا الخادم. ولمّا استعاد الأشرفُ تلَّ باشرٍ، دفعها لَهُ، وقال: هذه تكونُ برسم صدقاتك، فإنَّك لَا تتصرّف فِي أموال الصغير. وكان قد طهَّر حلب من الفِسقِ والخمور والمكوس والفُجورِ، قاله أَبُو المظفَّر الْجَوْزيّ [2] .
تُوُفّي بحلب فِي حادي عشر المحرَّم، ودُفِنَ بباب أربعين [3] .
وقد حدَّث عن الصالح أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الفاسي.
30- طيٌّ الْمَصْريّ [4] .
الفقيرُ الصالحُ، مريدُ الشَّيْخ مُحَمَّد القَرَويّ.
قدِمَ الشام وانقطع إلى العبادة بزاويته بدمشق بناحية عُقْبة الكتّان. وكان كيِّسًا، لطيفًا، ذا مروءةٍ، صَحِبَه جماعةٌ.
__________
[1] انظر عن (طغريل الأمير) في: التاريخ المنصوري 257، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 685، ومفرّج الكروب 5/ 72، 73، وزبدة الحلب 3/ 215، 216، والأعلاق الخطيرة ج 8 ق 1/ 94، 103، 123، 124، ووفيات الأعيان 7/ 100 رقم (383) ، والمختصر في أخبار البشر 3/ 154، ونهاية الأرب 29/ 202، 203، والإشارة إلى وفيات الأعيان 333، والعبر 5/ 125، والمختار من تاريخ ابن الجزري 154، وتاريخ ابن الوردي 2/ 159، والوافي بالوفيات 16/ 457، 458 رقم 493، والنجوم الزاهرة 6/ 286، وشذرات الذهب 5/ 145.
[2] في مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 685.
[3] وقال ابن خلكان: ودفن بمدرسته الحنفية خارج باب أربعين ... وحضرت الصلاة عليه ودفنه.
[4] انظر عن (طيّ المصري) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 686، والمختار من تاريخ ابن الجزري 155، والبداية والنهاية 13/ 141، والنجوم الزاهرة 6/ 285، والدارس 2/ 205.

الصفحة 67