كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 46)

قال ابن مَسْدي: لم أَلْقَ مثلَه إنفاقا وتجويدا. وكان يعملُ فِي شبيبتهِ الأكوابَ. وكان خطيبَ غَرْناطةَ.
36- عَبْد اللَّه بْن يُونُس [1] الأرْمَنِيُّ [2] .
الشَّيْخ الزّاهد القُدوة، نزيلُ سَفْح قاسيُون.
وهو من أرْمينيَة الرُّوم، وقيلَ من قُونية. جالَ فِي البلاد، ولَقِيَ الصُّلحاءَ والزُّهادَ. وكان صاحبَ أحوالٍ ومُجاهداتٍ. وكانَ سَمحًا، لطيفا، متعفِّفًا، لازما لشأنِه، مطَّرحَ التكلّف. ساحَ مُدَّةً وبَقِيَ يَتَقَنَّعُ بالمُباحاتِ. وكان متواضعا، سَيِّدًا، كبيرَ القدر، لَهُ أصحاب ومريدون. ولَا يكاد يمشي إلا وحدَه، ويشتري الحاجةَ بنفسه ويحملُها. وكانت لَهُ جِنازةٌ مشهودةٌ. وكان قد حَفِظَ القرآنَ، وكتابَ القُدُوري، فوَقَعَ برجلٍ من الأولياءِ، فدلّه عَلَى الطريق إلى اللَّه.
وقد طَوَّل أَبُو المظفَّر الْجَوْزيُّ، ترجمتَه [3]- رحمه اللَّه تعالى-.
وتُوُفّي فِي التّاسع والعشرين من شوَّال.
وزاويتهُ مُطِلَّةٌ عَلَى مقبرةِ الشَّيْخ الموفَّق.
37- عَبْد الحقّ بْن عَبْد اللَّه [4] بْن عَبْد الحقّ.
أَبُو مُحَمَّد الأَنْصَارِيّ، المغربي، المَهْدويُّ، قاضي الجماعة بمرّاكش وبإشبيليّة.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن يونس) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 686- 691، والتكملة لوفيات النقلة 3/ 373 رقم 2549، وذيل الروضتين 162، والإشارة إلى وفيات الأعيان 333، والإعلام بوفيات الأعلام 261، والمختار من تاريخ ابن الجزري 153، 154، والعبر 5/ 125، والوافي بالوفيات 17/ 695، 96 رقم 586، والبداية والنهاية 13/ 141، 142، ومرآة الجنان 4/ 75، والنجوم الزاهرة 6/ 285، وشذرات الذهب 5/ 145، 146، والدارس 2/ 196، والقلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية لابن طولون 1/ 192، 193.
[2] تصحّف النسبة في: العبر 5/ 125، والإعلام 261 إلى: «الأرموي» .
[3] في مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 686- 691.
[4] انظر عن (عبد الحق بن عبد الله) في: تكملة الصلة لابن الأبار (نسخة الأزهر) 3/ ورقة 40، الوافي بالوفيات 18/ 58 رقم 53، ونيل الابتهاج للتنبكتي 184، ومعجم المؤلفين 5/ 92، 93.

الصفحة 70