كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 48)

[قدوم البحرية على صاحب الشام]
وقدِم البحريّة على صاحب الشّام ورأسهم سيف الدّين بَلَبَان الرّشيديّ، ورُكن الدّين بيبرس البُنْدُقْداريّ، فبالغ فِي إكرامهم بالعطاء والخِلَعِ، فلزّوه فِي التّوجّه إلى مصر لكونها مُخَبَّطة [1] . فقدّم على الجيش الملك المعظّم عمّ أبيه، فدهمهم الشّتاء وهم بالغور، وزادت الشّريعة، ووقع فِي حوافر خيلهم مرض.
وبقوا فِي الغور مدّة، ثمّ نزلوا غزّة، فبذل الملك المُعِز الأموال، ونزل العبّاسية [2] ، وخاف من العزيزيّة الّذين قفزوا إلى مصر سنة ثمانٍ وأربعين، لأنّه بلغه أنّ الملك النّاصر كاتبهم، فقبض على كبارهم، ونهب خِيَمهم. فبلغ ذلك الملكَ النّاصر ففتر وضعُفَتْ همّته [3] .
[طغيان أقطاي]
وكان الفارس أقطاي قد طغى وتجبّر بحيث إنه إذا ركب إلى القلعة يدوس موكُبه النّاس ويضربونهم، ولا يلتفت إلى المُعِز ولا إلى غيره، والخزائن بحْكمه. ثمّ أراد أن يسكن القلعة وأن تُخْلَى له دار السّلطنة، وطاش وأسرف، فقتله المعزّ، وهربت مماليكه [4] .
__________
[ () ] 59، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 291، 292.
[1] نهاية الأرب 29/ 434، العبر 5/ 210.
[2] في المختصر لأبي الفداء 3/ 190 «العباسية» .
[3] أخبار الأيوبيين لابن العميد 164، العبر 5/ 210، المختار من تاريخ ابن الجزري 235، 236، دول الإسلام 2/ 157، عيون التواريخ 20/ 75، 76، التحفة الملوكية 35، 36، الجوهر الثمين 2/ 54، 55، السلوك ج 1/ ق 2/ 392، عقد الجمان (1) 88.
[4] مرآة الزمان ق 2 ج 8/ 792، 793، تاريخ الدولة التركية، ورقة 2 أ، الحوادث الجامعة 133، نهاية الأرب 29/ 429- 432، الدرّة الزكية 25، 26، دول الإسلام 2/ 157، عيون التواريخ 20/ 76، 77، الروض الزاهر 53، ذيل الروضتين 188، أخبار الأيوبيين 164، المختصر في أخبار البشر 3/ 190، العبر 5/ 211، تاريخ ابن الوردي 2/ 192، البداية والنهاية 13/ 185، مرآة الجنان 4/ 128، الوافي 9/ 317، 318 العسجد المسبوك 2/ 605، السلوك ج 1 ق 2/ 389، 390، عقد الجمان (1) 85- 87، النجوم الزاهرة 7/ 11، 12، المنهل الصافي 2/ 502، مآثر الإنافة 2/ 92، شذرات الذهب 5/ 255، تاريخ ابن سباط 1/ 365، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 291، الجوهر الثمين 2/ 54.

الصفحة 11