كتاب تاريخ الإسلام ت تدمري (اسم الجزء: 48)

علاء الدين مُحَمَّد بن جلال الدين حَسَن المنتسب إلى نزار ابن المستنصر بن الظّاهر بن الحاكم العُبَيْدي الباطنيّ، فتُوُفي علاءُ الدين وقام بعده ابنُه شمسُ الشُموس، فنزل إلى هولاكو بإشارة النّصير الطُوسي عليه، وكان النّصير عنده وعند أَبِيهِ من قبل، فقتل هولاكو شمس الشّموس وأخذ بلاده وأخذ الروم، وأبقى بها ركن الدين ابن غياث الدين كيْخُسْرو صورة بلا معنى، والحُكْم والتصرّف لغيره.
وكان وزير العراق مؤيّد الدين ابن العَلْقمي رافضيّا جَلْدًا خبيثا داهية، والفتن فِي استعارٍ بين السّنّة والرّافضة حتّى تجالدوا بالسّيوف، وقُتِل جماعة من الرّوافض ونُهِبوا، وشكا أهل باب البصرة إلى الأمير رُكْن الدين الدوَيْدار والأمير أبي بكر ابن الخليفة فتقدّما إلى الجند بنهب الكرخ، فهجموه ونهبوا وقتلوا، وارتكبوا من الشّيعة العظائم، فحنق الوزير ونوى الشّرّ، وأمر أهل الكَرْخ بالصبْر والكفّ [1] .
وكان المستنصر باللَّه قد استكثر من الْجُنْد حتّى بلغ عدد عساكره مائة ألف فيما بَلَغَنَا، وكان مع ذلك يصانع التّتار ويُهاديهم ويُرْضيهم. فلمّا استخلف المستعصم كان خليّا من الرّأي والتّدبير، فأشير عليه بقطع أكثر الْجُنْد، وأنّ مصانعة التّتار وإكرامهم يحصل بها المقصود، ففعل ذلك [2] .
وأمّا ابن العلْقمي فكاتَبَ التّتار وأطمعهم فِي البلاد، وأرسل إليهم غلامه وأخاه، وسهّل عليهم فتْحَ العراق [3] ، وطلب أن يكون نائبَهم، فوعدوه بذلك
__________
[ () ] الخفية في جلب طائفة الأتراك إلى الديار المصرية للمقدسي (من علماء القرن التاسع) مخطوطة دار الكتب المصرية، رقم 1033 تاريخ، ورقة 22، 23، وتاريخ الخلفاء 471، والنجوم الزاهرة 7/ 48- 53، وتحقيق النصرة للمراغي 70، وتالي وفيات الأعيان، ومنتخب الزمان في تاريخ الخلفاء والعلماء والأعيان، لأحمد بن علي المغربي الحريري (كتبه سنة 926 هـ.) - مخطوطة سوهاج بمصر، رقم 86 تاريخ ورقة 346.
[1] أخبار الأيوبيين 167، المختصر في أخبار البشر 3/ 193، تاريخ ابن الوردي 2/ 195.
[2] فصار عسكر بغداد دون عشرين ألف فارس. (المختصر في أخبار البشر 3/ 194) و (تاريخ ابن الوردي 2/ 196) .
[3] أخبار الأيوبيين 167 وفيه يقول جرجس ابن العميد وهو مؤرّخ نصراني: «وكان الوزير يميل إلى العلوية فشقّ عليه هذا الأمر إلى الغاية فكتب إلى هولاوون بأن يصل إلى بغداد ويأخذها، وهذا أمر مشهور» ، المختصر في أخبار البشر 3/ 193، تاريخ ابن الوردي 2/ 196.

الصفحة 34